قبل يومين كنت أقرأ خبراً يحتوي معلومات عن إنخفاض حجم إستخدام المفرقعات والألعاب النارية في العاصمة صنعاء وفق إحصائيات وزارة الداخلية, في ذات الوقت كانت طفلتي الصغيرة تستيقظ من نومها قلقة مرعوبة جراء أصوات المفرقات التي يطلقها في حارتنا مجهولون أو على ذمة أفراح وأعراس. كانت أصوات تلك المفرقعات تحدث ضجيجاً كالعادة, فيما أضواءها كانت تقلق سكينة ظلامنا الحالك جراء إنقطاع الكهرباء لساعة قبل ان يقدم أحد الكلافيت في دماشقة مأرب بحرماننا منها طوال اليوم. كلما خبط الكلافيت برجاً للكهرباء في مأرب أو نهم تعلن وزارة الداخلية عن أسماء لمتهمين هم من يرتكبون تلك الجريمة التي لا تقل عن جريمة الحرابة ولكنها تساويها أضعافاً مضاعفة, تساءلت هل عجزت قواتنا المسلحة بقضها وقضيضها وأجهزة الامن بأبطالها الأشاوس عن القبض على كلفوت واحد لتقديمه للعدالة ليكون عبرة لمن لايعتبر؟. كمواطنين لا يمسنا مباشرةً ضرر هجمات كلافيت2 المستمرة على أنابيب النفط في مأرب وتتكبدها خزينة الدولة بإستمرار, غير انه حتى هؤلاء لم نلمس جدية في القبض على أحدهم كما هو حال جدية الفرق الفنية الجاهزة لإصلاح الانابيب والفرق الفنية الجاهزة لإصلاح أبراج الكهرباء. ليس مهماً القبض على أحدهم سواءاً كان كلفوت لتدمير برج كهرباء أو كلفوت لتدمير انبوب النفط, على دعونا نشعر بجديتكم من خلال إعداد ملفات قضائية وتقديم هؤلاء المجرمين الى القضاء بتهمة الحرابة ومحاكمتهم وفق الشريعة الاسلامية والدستور والقانون اليمني. التقصير هذا يشترك فيه طرفان لا ثالث لهما السلطة المحلية بمأرب وأجهزة الامن (السياسي والقومي) ووزارة الداخلية من جهة وجهاز النيابة العامة من جهة أخرى, فهم يتحملون مسؤلية القبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة جراء ما يلحقونه بالوطن والشعب من اضرار مستمرة لا تقدر بثمن. هل دور الامن المركزي يقتصر على قتل مواطن بجوار بيت الرئيس او الاعتداء على صحفي كان يغطي اعتصام لموظفي الداخلية امام كلية الشرطة او جرائم غيرها؟ فيما دورهم كان يفترض ان يكون لملاحقة أولئك المجرمين وفي حال كان العجز من نصيب تلك القوات يتم الاستعانة بالقوات المسلحة. مايحدث في عهد حكومة الوفاق لا يختلف عما كان في عهد النظام المخلوع مع إحترامي للأشخاص في مقدمتهم وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان ومحافظ مأرب الشيخ الودود سلطان العرادة, فما يجري يتحملون جزء من المسؤلية تجاهه. مللنا إعلانات الداخلية بشأن أسماء المعتدين على الكهرباء أو انابيب النفط, مللنا تهديدات وتحذيرات بالردع صار وهمياً وصرنا لانفرق بين وزارة كان يديرها أحد أدوات الرئيس السابق مطهر رشاد المصري ووزارة صار يديرها الاكاديمي الثائر والمثقف عبدالقادر قحطان. حتى الامن المركزي, فمازالت إدارته الحالية لا تختلف عن الادارة السابقة وبنفس العقلية التي كانت تحكمه وتحكم شرطة النجدة, ومن لايصدق فليجلس معي نصف ساعة لأخبره عن أشياء كثيرة تؤكد كلامي والتي تحتاج لها مقالات خاصة بها وليس فقط ضمن مقال صغير. هاأنا أكتب في الظلام وأرجو ان لا أفتح المواقع الاخبارية حينما تعود الكهرباء وقد اعلنت وزارة الدكتور قحطان أو تفرعاتها عن اسم الكلفوت الجديد الذي ضرب ابراج الكهرباء وأخرج المحطة الغازية في مأرب عن الخدمة, فقط ننتظر إجراءات عملية وأدلة ومعلومات دقيقة تفضح من يقف وراء ذلك من جهات أواشخاص في صنعاء كما قال محافظ مأرب مؤخراً. التحية للفرق الفنية التي تعمل بإستمرار لتجاوز المشكلة والتي تشعرنا ان هناك إدارة جيدة في مؤسسة ووزارة الكهرباء.