عندما تطلب وزارة الداخلية القبض والتحقيق مع اللجنة التحضيرية لحملة انقاذ التي تدعوا للنزول للشارع يوم الثلاثاء القادم الموافق يناير القادم .. فلا شك أن الداخلية عندها معلومات كثيرة وبراهين عديدة عن هذا الأمر لتنبه منه بهذه الصورة الواضحة وتدينه على هذا المنحى القوي, ثم تطالب بالتحقيق الفوري مع اللجنة التحضيرية المزعومة لانقلاب 14يناير . وليست الاخت نورا الجروي التي وضعت في الواجهة كمنسقة عامة لهذا العمل المشبوه سوى يافطة ناعمة لأخراج وتمرير أمر بشع أخر دبر بليل وهي من رضيت لنفسها دون غيرها من النساء أن تستخدم كوسيلة سهلة ومتاحة في أمر مشين وموقف مخجل كهذا, هو عبارة عن مؤامرة وضيعة للانقلاب على الشرعية التوافقية, كما هو دسيسة رخيصة أعدها حفنة من المغامرين للاستيلاء بالقوة على السلطة !. وعلى صعيد الرصد العام والحرص الخاص فأن حرص حزب المؤتمر الشعبي العام ممثلا بقياداته الانتهازية ورموز النظام السابق الغوغائية على النفي المسبق والمكرر لعلاقتهم بهذا الانقلاب هو أمر يدعو للريبة حقا, ويؤكد لنا من زاوية أخرى أن الأمر لا شك جلل ,وكذلك بالمقابل, أن تعطي أمانة الحوار يومين اجازة للمتحاورين (غدا الاثنين والثلاثاء 13و14يناير ) وبشكل مفاجأ ودون اشعار مسبق أو ايضاح لمبررات هذه الاجازة الاجبارية لاشك أنه أمر أخر لهُ علاقة بتداعيات ذلك الانقلاب سيء السمعة والصيت, وينطلق من معطيات قوية توفرت مؤخرا لدى امانة الحوار واستدعت المزيد من الحيطة والحذر وفرضت عليها ان تلجأ لتلك الاجازة الاجبارية لتوفير الأجواء الأمنة وتقديم السلامة الشخصية لرواد الحوار على متطلبات استكمال جدول اعماله الذي كان من المفترض ان ينتهى منه يوم الثلاثاء القادم الموافق 14يناير 2014م, وهو لا شك تطابق في التواريخ والمواعيد يفرض علامات الاستغراب والحيرة ويثير كثير من الاسئلة والشكوك حولها! مما يستدعي بالضرورة الربط بينها والذهاب بعيدا في القول والاتهام بأن المستهدف الرئيسِ من حركة 14يناير الانقلابية هو الحوار ذاته والمخرجات المتوقعة منه !, فبعد ان فشلت المحاولات المعادية العديدة لتفجيره من داخله من خلال خلط الاوراق الزائفة على طاولته وافتعال الازمات الكاذبة في أروقته ودهاليزه, ذهبت المؤامرات الآثمة لمحاولة نسفه من خارجه, وهذه المرة من خلال تحريض الشارع الشعبي (المناهض لها في السابق والحاضر) وأثارة القوى الفاعلة في الساحة الوطنية وفي غوغائية غريبة وسلوك أجرامي مقيت, ولهذه الاسباب مجتمعة أجد أن الأمر أتخذ منحى خطيرا وفاصلا في تحديده لمعالم مستقبل اليمن, وأصبح مقلقا ويشكل خطورة فعلية على أمن واستقرار الوطن, وأنه من الحرص الوطني والواجب الاخلاقي أن نعمل سويا ونسعي معا لاستدراكه قبل فوات الأوان وقبل أن يقع المحذور ونخسر وطن يأوينا جميعا. وهذه مخاطر عظيمة ومحاذير كبيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون الاخت نورا الجروي مبعثها الحقيقي أو مصدرها الفعلي, بل من المستحيل أن تشكل الأخت نورا ولجنتها التحضيرية وحملتها التحريضية كل هذه المخاطر على الوطن أن لم يكن هناك بالفعل يوجد لاعبين أخريين حقيقيين وخفيين لديهم الرغبة الضارية والقدرة الضاربة على تشكيل هذا الخطر الكبير على الشعب والوطن . نعم, ليست الأخت نورا الجروي ولجنتها المزعومة سوى وسيلة مخادعة ومتواضعة يتم استخدامها للحشد والاستقطاب والتضليل والاختفاء خلفها بحقد دفين ودهاء خبيث من قبل حفنة من المتربصين والحاقدين هم المعدين المغامرين والمعتدين المجرمين والمخططين الفعليين لمثل هذا السيناريو الانقلابي والانتقامي في الماضي والحاضر! وهو ايضا الفعل الاجرامي المدان من قبل جميع الجهات الشعبية والرسمية في الداخل, وهو كذلك العمل المنبوذ والمرفوض من قبل الدول والجهات الخارجية كافة الراعية للتسوية السياسية والحوار الوطني الشامل في اليمن . وفي مشهد شديد الغرابة نجد الأخت نورا الحروي تأبى إلا أن تكمل دورها المأجور في مسرحية تراجيدية هابطة تلعب فيها دور الكومبارس الذي لا يعي شئيا في تركيبة الاحداث الفعلية وبناء المشاهد الدرامية المعقدة للمسرحية ذاتها مثلها مثل شاهد ماشفش حاجة لعادل امام, فنجدها الليلة (الاحد الموافق 12ينتاير2014م) تعلن من قناة اليمن اليوم تدشين مخطط انقلاب 14 يناير وبدموع زائفة ومشاعر كاذبة ! . عن العمل الغريب والغباء الاستخباري العجيب : نعم, في مشهد رديء وهابط وموقف كاذب ومخادع تستدعي نورا الجروي دموعها الزائفة لتبكي في هيستريا غريبة من قناة اليمن اليوم في محاولة يائسة منها لاستعطاف مفضوح لجماهير المشاهدين!, وهو أمر يذكرني ايضا بذلك المشهد الغبي الأخر عندما سعوا للتمهيد الاعلامي والنفسي لمجزرة 18 مارس 2011م بذهاب خمسة مواطنين من حارة الجامعة أخر الليل (وقبل حدوث المجزرة بدقائق قليلة)وهم بثياب النوم ومشيا على الاقدام إلى مبنى التلفزيون الرسمي الحكومي عابرين مواقع عديدة ملتهبة دون ان يمسهم سوء!.. فيتم استقبالهم بأطفالهم وبمنظرهم الكوميدي ذاك من قبل قيادة التلفزيون وعلى أساس التعاطف مع قضيتهم الانسانية المبهمة للجميع ! ليلقوا من امام عدسات التلفاز بيان انتفاضة أهالي حي الجامعة وانذارهم الأخير لشباب وثوار الساحات, حينها صرخت أنا من امام التلفاز قائلا, هذا عمل حقير يدشن لعمل أجرامي قادم ويبرر له فكانت مجزرة 18مارس التي كانت سبب رئيسِ فيما بعد بالتعجيل بإسقاط رمزهم الكبير, نعم هو عمل استخباري غبي كانوا أولئك الأغبياء الخمسة أدواته الممكنة وابطاله الوهميين في السابق, أما عن اليوم والحاضر فنجد الاخت نورا الجروي تقبل على نفسها أن تحل محل أولئك التنابلة الخمسة في عمل استخباري غبي أخر ! . عن الشيخ الحزمي ورحمة حجيرة والسؤل الحائر في قناة اليمن اليوم : وهناك أمر غريب أخر ويدعوا للسخرية ايضا, عندما يستمر ذلك البرنامج المحرض والمضلل (الذي يمهد لانقلاب 14يناير وعلى الهواء مباشرة)وتعده وتقدمه الأخت رحمة حجيرة في قناة اليمن اليوم وتستضيف فيه الشيخ حسين حازب ثم تتصل بالشيخ محمد الحزمي وتسأله في خبث واضح, من هي الجهة التي تدير وتدعم وتقف خلف حملة 14ينابير لإسقاط الحكومة ؟ فيرتبك الشيخ الحزمي ولا يعرف كيف يرد على هذا السؤال المباشر والسهل! بينما القناة ذاتها وبكل الجراءة والوقاحة وفي ذات اللحظة تظهر شعار الحملة الانقلابية على صدر الكادر وفي وضع ملء الشاشة وبجوار صورة الشيخ الحزمي ! أفلم يعي بعد شيخنا الفاضل من هي الجهة التي تدعم وتدير وتقف خلف حملة 14يناير ؟! بينما طبيعة البرنامج ذاته وأهدافه (الذي شارك وساهم فيه الشيخ الحزمي)هو الدعم الاعلامي المباشر للحملة الانقلابية اياها ! فهل عرف الشيخ الحزمي الأن من هي الجهة التي تدير وتدعم وتقف وراء حملة 14يناير الانقلابية ؟ نعم, الأمر ليس بتلك الصعوبة يا شيخنا الفاضل! والسؤال من أسهل ما يمكن الردعليه أن نحن أخلصنا النية والعمل . ولمن لا يعلم : فأن أرادوا المنظمين لتلك الحملة الانقلابية فعلا اسقاط هذه الحكومة نقول لهم بنهاية الحوار تضع الحكومة أوزارها, والحوار أوشك على الانتهاء فلماذا تعطلوا أنتم نهايته ؟ ألستم من يسعي لاقتلاع لحكومة الحالية ؟ أذن دعوا الحوار يضع أوزاره فتحل الاشكالية القائمة ! او أذهبوا لأسيادكم وأقنعوهم بسحب وزرائهم التسعة عشر فتسقط الحكومة حالا وبالضربة القاضية, نعم أن كنتم جادين بإسقاط الحكومة عليكم فقط بسحب وزرائكم منها فتسقط على الفور ودون عراك وكفى الله المؤمنين شر القتال !(وبلاش تتعبوا البنت نورا وتحرجوا الشيخ الحزمي وتقلقوا الداخلية وتربشوا الدولة وتزعجوا هيئة رئاسة مؤتمر الحوار, أما عن الشعب فبالنسبة له ما فيش فرق!) . نعم, أنتم (في حملة انقاذ) تدعون بأنكم تخرجوا لإسقاط حكومة هي فعلا ساقطة بانتها المدة! فليش عاد التعب هذا !. ولكن في هذا التوقيت المقصود بخبث ودهاء كبير فالأمر لا يعني سواء شيء واحد فقط, أن المستهدف من عملكم هذا هو افشال خواتم مؤتمر الحوار, وهو على وشك الانتهاء من اعماله وإعلان ميلاد مخرجاته, فهل مخرجات الحوار ونتائجه هي غاية أهدافكم الخبيثة والخفية ؟,. كما أن المستهدف في الأول والأخير هو الرئيس هادي وتلك العوامل التي تؤدي الى بقائه في سدة الحكم لاستكمال المشوار في تنفيذ مخرجات الحوار, أما عن الحكومة فصلاحيتها ومدتها كما قلنا منتهية, بل وكان بإمكان المؤتمر الشعبي أن يسقطها من زمان أن أراد ذلك (كما لا يريد الأن ايضا) وبثواني معدودة من خلال سحب وزرائه فقط, فلماذا كل هذا الاستهتار والتجهيل والاستغباء لشعبكم الكريم والأصيل ؟ ! . نعم هم يريدوا انقلاب على الطريقة المصرية كما حدث في30يونيو 2013م, إلا أن في مصر جيش وطني موحد حسم الأمر في لحظة (وأن طمع لاحقا واستأثر بالسلطة وفرض سياسة الأمر الواقع) أما في اليمن فالجيش مازال منقسم وولاءاته ايضا منقسمة بين القادة والوجاهات والمشايخ والاحزاب وليس ولاؤه للشعب والوطن, وأول من يحارب نفسه هو الجيش, ثم أن المخطط هنا لا يعتمد على انقلاب الجيش وتماسكه ووحدته, بل يعتمد تماما على ضعفه وانقسامه ليسهل تنفيذ المخطط الانقلابِ, وهذا هو المطلوب في تفاصيل هذا المخطط الاجرامي القائم حاليا في اليمن . كما أن الأمر هنا لا ينحصر فيما هو متوقع من النتائج بل في النوايا الكامنة التي يحكمها جموح مجنون لاستعادة السلطة, ثم أن خطورة الاعمال تقاس بالنوايا وما هو مخطط لها وليست بالنتائج التي يمكن احباطها, ولو كانت النوايا سوية وواضحة لكان صالح أعتزل العمل السياسي يوم أن قال انه سلم السلطة ليصدق في قوله وعمله . أخيرا : لمن يريد أن يعرف الجهة التي تدعم وتدبر وتقف خلف الثورة المزعومة لحركة14يناير عليه أن يشاهد برامج قناة اليمن اليوم وشقيقاتها أزال وغيرها من قنوات حزب المؤتمر والنظام السابق, ويشاهد تلك البرنامج التي تمهد للانقلاب الذي دبر بليل. ثم من أين لثورة مزعومة أو حتى لمجرد حملة عابرة أن تنجح أو أن تكون لها المصداقية المطلوبة ومن يقودها أمثال هؤلاء الفتيات من المحتفلات برومانسية بأعياد الميلاد, نعم هي ثورة التورتة والنواعم والببسي كولا وأنظروا في فحوى ومحتوى الخبر أدناه (الذي هو من المصدر موثق بصورة مجسمة للمناسبة) لتعرفوا سر حماس أختنا نورا لسيدها عفاش!, وكل عام والجميع بخير. خبر (1) : نورا علوي الجروي وانقلاب النواعم القادم ! لا تحب الأضواء كثيرا وكان أخر ظهور لها في حفلة عيد ميلاد قائد قوات الامن المركزي السابق العميد يحيى صالح ! موظفه فاتنة من مواليد السعودية في العام 1979م في ديوان وزارة الوزير الشاب الارياني على وشك ان تحدث ما عجزت عنه الجيوش والمليشيات والقبائل والوعد يوم الربوع .. قائدة ثورة 14 يناير نورا الجروي تقطع التورتة في عيد ميلاد الدنجوان يحيى صالح, ستكون أحلى ثورة في العالم ثورة بالتورتة, ثورة كلها ذوق وفن وانتكة !. خبر(2) : مصدر مسئول يكشف عن مخطط تخريبي يقوده نجل المخلوع : كشف مصدر مسئول عن قيام الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على أعضاء اللجنة المسئولة عن التحضير لإثارة الفوضى خلال 14 يناير في العاصمة صنعاء. وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض يوم أمس السبت في العاصمة صنعاء على أفراد الخلية التي يسميها إعلام المخلوع ب" حملة أمناء على الوطن" لإسقاط حكومة الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية معهم أكدت وجود مخطط كبير يشترك فيه بقايا النظام السابق والحوثيين بالإضافة إلى أطراف إقليمية أخرى . وأوضح المصدر بأن التحقيقات كشفت أيضاُ عن الدور القيادي لنجل المخلوع وقائد الحرس الجمهوري " سابقاً" في المخطط التخريبي المزمع تنفيذه في 14 يناير . ولم يورد المصدر معلومات تفصيلية عن المخطط إلا أنه أشار إلى أنه سيكون هناك مشاركة قوية للحوثيين في هذا المخطط من خلال مشاركة أنصاره الذين قام بحشدهم إلى العاصمة تحت لافتة المشاركة في احتفالات المولد النبوي، وذلك لحضور مؤامرة 14 يناير الانقلابية . وفي سياق رجحت مصادر مقربة من مؤسسة الرئاسة إطلاع الرئيس هادي سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية على تفاصيل المخطط والفوضى التي تنوي عدة أطراف تنفيذها في ما يسمى بحملة إنقاذ لإسقاط الحكومة المزمع تدشينها في 14 يناير، وأشارت المصادر إلى أن الرئيس هادي أطلع السفراء أيضاً على الجهات التي تقف وراء ذلك المخطط التخريبي . طارق مصطفى سلام منذ 18 ساعةطارق مصطفى سلام أسف أخي الرئيس : خياركم لا يصب في مصلحة وحدة الوطن ومستقبل اليمن! بقلم / طارق مصطفى سلام (أسف أخي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي : على الرغم من احترامي الكبير لشخصكم الكريم ولمقامكم الجليل, وتقديري العظيم لدوركم الرفيع وفعلكم الحميد في حرصكم الواعي والمسؤول الذي راعى كل المصالح ولزم الحدود, عندما قرب بين الفرقاء وجمع شمل المتحاربين, وامتناني العظيم لعطائكم النبيل والجزيل الذي فاق كل تصور وتجاوز الحواجز والمصاعب كافة عندما تصديكم للمهام الجسام في الذود عن الوطن من التشظي وحماية أهلكم من التشرذم وفي تلك اللحظة الفارقة والمنعطف التاريخي الهام الذي شهدنا فيه تراجع معظم القادة العظام حين تخاذل الكثير من الرجال الشجعان, فكان منكم تلك المواقف المشهودة في انحيازكم للحق وانتصاركم للأوطان, نعم فأنتم ما زلتم الأوفياء لعهدكم المشرف وخياركم الصائب في ما تبذلونه من الأعمال الطيبة والجهود الخيرة في هذه المرحلة الهامة والفارقة في مستقبل الشعب و مصير الوطن, وعلى الرغم من معرفتي بأعمالكم الحميدة كافة, وبكل ما سبق ذكره, اسمحوا لي أن أقول لكم : أن خياركم الأخير في تحديد شكل الدولة واختياركم لعدد الاقاليم لا يخدم قضية تماسك اللحمة الوطنية لأهلنا ومجتمعنا في اليمن ولا يصب في مصلحة وحدة الوطن ) . وفي عودة منا لجوهر الخلاف وأصل القضية, فأن بداية الحكاية كانت في تسرب خبر عابر لم يتسنى لنا بعد التأكد من صحته, وذلك عندما التقى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء(الموافق 15يناير2014م) بعدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والوجاهات وأعضاء مؤتمر الحوار من محافظاتمأرب والجوف والبيضاء, فكان الخبر الآتي ذكره . الخبر : حسم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، موضوع شكل الدولة الاتحادية الجديدة من حيث عدد الأقاليم, مؤكداً أن الدولة اليمنية القادمة لن تكون من إقليمين وإنما من أقاليم عدة . وقال الرئيس هادي : إن فترة تسعة اشهر من الحوار الوطني قد وضعت كافة قضايا الوطن على الطاولة ونوقشت بكل شفافية ومسئولية من قبل فرق العمل بمؤتمر الحوار الوطني الشامل وقد حان الوقت اليوم للخروج بنتائج مرضية للجميع وملبية لطموحات اليمنيين في إطار دولة اتحادية من عدة أقاليم تسودها العدالة والمساواة والمشاركة الحقيقية في السلطة والثروة بعيداً عن المركزية المفرطة ".. مؤكداً أن تجربة 50 عاماً من المركزية المفرطة لم تحقق لليمن واليمنيين ما يصبون إليه . واستعرض الأخ الرئيس ما مرت به اليمن منذ نشوب الأزمة مطلع العام 2011م وطالت تداعياتها الجميع دون استثناء . وقال " عندما نستذكر هذه الأحداث والمعاناة ليس من أجل استجرار الماضي بل لأخذ الدروس والعبر والانطلاق صوب المستقبل المشرق والمضيء بعيداً عن تعقيدات الماضي بكل تفاصيله" . وأكد الأخ رئيس الجمهورية أنه سيتم دراسة كافة المطالب المشروعة واستيعابها من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واللجنة التي سيتم تشكيلها لتحديد عدد الأقاليم . موقفنا : أما عني فما زلت أعتقد ان الواقع الاقتصادي والاداري لليمن وطبيعة وحجم مواردها وقدراتها المالية وكذلك الاشكالية الأساسية القائمة الأن في اليمن التي تتبلور في جوهر القضية الجنوبية والحلول الممكنة لاستيعابها في اطار الوحدة اليمنية تفرض علينا أن نبدأ أولا بدولة اتحادية من اقليمين قابلة للتوسع بعد استكمال البنية التشريعية والمؤسسية في بناء الدولة الاتحادية والاقاليم وتراكم الخبرة الادارية وأن في حدها الأدنى المطلوب . اما الحديث عن بداية التجربة الجديدة من خلال الخوض مباشرة بتأسيس وقيام دولة اتحادية من ستة اقاليم أو حتى خمسة أقاليم فهو مشروع يحمل في طياته اسباب فشله, كما أنه اختيار ومسار يحمل الدولة الاتحادية الناشئة احمالا تفوق قدراتها الهشة ويفشلها منذُ البدء, وكأننا نسعي عن عمد لوأد الفكرة قبل ولادتها ونهدف لإفشال المشروع في لبنته الأولى!, فلمصلحة من السير في هذا المسار الهدام لمستقبل وحدة الوطن؟ والطريق الضار بتماسك لحمة ابناء اليمن؟ . نعم أنني ومنذُ الأن وفي هذه اللحظة الفاصلة التي تحدد مصير شعب ومستقبل وطن, أقول لفخامة الرئيس : أسف أخي الرئيس فاختياركم هذه المرة غير موفق بالمرة!, ولا يصب في خدمة الحلول المقبولة من شعب الجنوب, كما لا يمكن أن تقبل بها القوى الحقيقية والفاعلة في الساحة الجنوبية, وهو أولا وأخير أمرا يضر بوحدة اليمن ولا يخدم مصلحة أحد في هذا الوطن . نعم, نحن لم نقدم مشروعنا في إقامة الدولة الاتحادية من اقليمين فقط, إلا لأننا كنا وما زلنا نعتقد جازمين أنه الحل الوحيد والأنسب لبقاء هذه الوحدة شامخة في صمودها الاسطوري في وجوه الانفصاليين, ولتبقى كذلك عصية عن السقوط في حبائل الفاسدين ومن الخضوع لمآرب الحاقدين والمغامرين والعابثين, وكونه الحل الامثل (وفي حده الأدنى) الذي يمكن القبول به من قبل أهلنا في الجنوب, وكونه ايضا الحل الذي يمهد لرفع المظالم ويعيد الحقوق لأصحابها, وينشر العدل بين الناس . أما عن المخاوف من أن يكون هذا الحل مقدمة للانفصال, فأمره هين, حيث اننا لا ننكر على احد حقه في طرح مثل هذه المحاذير والمخاوف, وحقه في السؤال وطلب الضمانات, ولكن يجب ألا يتم ذلك بمزيد من الحاق الظلم بأهلنا في الجنوب, وبرفض مطالبهم في اقامة الدولة الاتحادية الضامنة من اقليمين شمالي وجنوبي التي تمنع الانفصال في دستورها وتشريعاتها وبناء مؤسساتها الاتحادية, ومن خلال أخذ الضمانات الكافية والضوابط اللازمة والتقيد بها في (نظام الحكم ومواد القانون وكذا في الأحكام الانتقالية بمسودة الدستور الجديد) الذي يلزم أي سلطة قادمة بعدم الانفصال بل ويجرمه . كما ان الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإدارية الحالية لليمن لا تشجع كثيرا على العمل بمشروع الستة اقاليم حيث ان زيادة عدد الاقاليم وما ينتج عنه من حكومات وهيئات محلية ومستويات ادارية مختلفة تفرض زيادة في التكلفة والاعباء المالية, وتتطلب موازنات اضافية لا تتحملها موارد اليمن حاليا . كما أن التجربة(الجديدة علينا جميعا) في إقامة الدولة الاتحادية يجب ان تتم توافقيا وعلى أسس علمية ومنهاجية, وبالمقارنة مع نماذج ناجحة قريبة لواقعنا السياسي والاقتصادي وبيئتنا الجغرافية والاجتماعية, وبعيدا عن الميول العاطفية والرغبات الشخصية والمصالح الانانية والفئوية. كما يجب أولا أن تبنى الخبرة الادارية والفنية فيها تراكميا وعبر السير فيها خطوة خطوة, ولذلك من الحكمة والعقلانية والموضوعية العلمية والمنهجية أن نبدأ العمل فيها بدولة اتحادية من إقليمين, يمكن لها أن تتوسع مع مرور الوقت وبناء التجربة, واستكمال بنية الدولة ومؤسساتها المختلفة, ومع تحسن الاوضاع الأمنية والاقتصادية واستقرار الحالة السياسية يمكننا أن نتوسع بعدد اضافي من الاقاليم شرط ان يتم ذلك لحاجات اقتصادية وتنموية واجتماعية وجغرافية تقررها السلطات المحلية المنتخبة للمحافظات على ضوء الدستور والقوانين الجديدة الملبية لتطلعات شعبنا اليمني الموحد (حينها) في رؤيته وعقيدته, وبعد أن نكون قد تجاوزنا هذا المرحلة المظلمة التي نعيشها الأن في الاستقطاب الجهوي والمناطقي والفرز المذهبي والطائفي والاصطفاف الحزبي الاناني والتحالفات المصلحية الانتهازية التي عززت من مشاعر الفرقة والاختلاف بين الاخوة في الوطن الواحد, وروجت لثقافة الاحقاد والكراهية المنبوذة في الدين والمجتمع . وحيث أن الدولة الاتحادية يقصد بها وجود أقاليم تمتع بخصوصية ثقافية واقتصادية واجتماعية ولا تستطيع الأقاليم النهوض بواجبات التنمية المستدامة إلا عن طريق الدخول في الاتحاد مع أقاليم أخرى, وكون النظام الاتحادي يقتضي منح السلطة المركزية بعض السلطات والصلاحيات بتفويض الأقاليم الداخلية والتي ستنشأ في اطار الاتحاد, فلابد اولا من وجود دولة اتحادية قوية بمؤسسات وطنية راسخة وقدرات عالية في العمل بهذا المسار مع توفر حاجة وخصوصية اقتصادية وبيئية في هذا النظام الذي فيه يتخلص المركز من سلطاته ليمنحها للأقاليم . وانطلاقا من الالتزام بهذه المفاهيم والمضامين العلمية للدولة الاتحادية والالية التوافقية التي التزم الفرقاء بالعمل بها لبناء واستكمال البنية التحتية للدولة الاتحادية المزمع قيامها في انشاء المؤسسات الاتحادية المركزية وتشريعاتها اللازمة, فأنني على ثقة بأن هيكلة الدولة الجديدة على هذا النحو الموضوعي والعقلاني السليم وفي اطار الاقاليم (بداية من اقليمين تتوسع لاحقا لعدد من الاقاليم بحسب العامل الزمني والبناء المعرفي لهذه التجربة وبحسب الحاجة والخصوصية الاقتصادية والبيئية) سوف يسهم بفعالية كبيرة في تجنيب اليمن ويلات الحروب والصراعات المناطقية والمذهبية بل وسوف يضمن وجود التوافق المطلوب في سبيل الحفاظ على الوحدة اليمنية . والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .