*رسالة غاية في الروعة والإنسانية والحكمة وصلتني من مقيم يمني في المملكة وأسمه - طاهر عبد الله طاهر – ولهذا المقيم نصيب كبير من أسمه، وهو يقدم عرضا رائعا للشيخ عائض القرني، وقبل الخوض في تفاصيل العرض، دعوني أستعرض عضلاتي، وأكيل المديح لنفسي – ما دام الكثير من القراء لا يمتدحونني ويكيلون لي السب والشتم - فقد سبق لي اللقاء بالشيخ عائض في منزله أكثر من مرة، ولكن علق في ذهني ثلاثة مواقف، أولها أنني طلبت منه في أول لقاء أن يهديني كتابه الشهير " لا تحزن " وقد مد يده وأعطاني الكتاب، فرفضت أخذه إلا بعد أن كتب إهداء بخط يده، وقد فعل ذلك مشكورا، وهو أمر أعتز به أيما اعتزاز، كون هذا الشيخ جمع ثلاث خصال يندر أن تجتمع في شخص واحد حتى ولو كان عالما، فهو جمع بين غزارة العلم وروحه المرحة والقدرة الهائلة على التأثير، وفي اعتقادي أن هناك أمرا رابعا هو الأفضل لدى الشيخ وهو بساطته المتناهية، وأشكر له أنه أوصى بي لرئيس تحرير مجلة الأسرة لكي أكون محررا فيها. *اللقاء الثاني كان أيضا وكان برفقتي مهندس معماري يمني يشار إليه بالبنان داخل اليمن، وفي هذا اللقاء أظهر شيخنا الفاضل مدى إعجابه الشديد بالشاعر اليماني عبد الله البردوني رحمة الله عليه ، فقد وصفه بأنه من أفضل الشعراء ووصفه بمتنبي العصر، وحين حاول المهندس اليمني التقليل من شأن المرحوم البردوني بأنه كان ماجنا ويروج للخمور، رد عليه شيخنا الفاضل بأن الشاعر البردوني مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في شعره فأفخر بنا فنحن أحفاد عماري. *اللقاء الثالث كان خلال مرافقتي لسفيرنا في الرياض الدكتور محمد الكباب تلبية لدعوة عشاء وجهها الشيخ الفاضل، وقبيل العشاء تناولت تمرا لذيذا لم أذق في حياتي كلها ألذ منه، وقد لاحظ الشيخ نهمي وانهماكي في تناول التمر، فنبهني إلى أن ذلك سيحرمني من وجبة العشاء، وبكل بساطة قلت له إنني أفضل تناول هذا التمر على الوجبة الدسمة، فضحك ووعدني أن يهبني الكثير منه شريطة أن أتناول طعام العشاء ، فوافقت على ذلك وتوقفت عن تناول التمر، ولكن الطمع مهلكة، فبعد وجبة العشاء نسيت أن أذكر الشيخ بوعده لكي يعطيني التمر الذي وعدني به، وقد بلغت من الوقاحة حدا جعلني أرغب في العودة إلى منزله والمطالبة بالتمر الذي وعدني به، لكن سفيرنا نهرني بشدة ومنعني من العودة إلى الشيخ. *هاقد ثرثرت كثيرا، وكلت المديح والثناء لنفسي لكي أبدوا ككاتب صحفي يجلس مع العلماء وكبار القوم، ولا شك أن القاريء يسب ويلعن هذا الذبحاني الثرثار والمعجب بنفسه لكي يتحدث عن أمور لا تهم القاريء، ويقول وهو يستشيط غضبا أن هذا الصحفي الأهبل نسي أن يتحدث عن العرض الذي قدمه المقيم اليماني للشيخ عائض. *العرض عبارة عن اقتراح للشيخ عائض القرني بأن يفتح حسابا بإسمه هو شخصيا في أي بنك من البنوك السعودية، بحيث يقوم كل يمني مغترب سواء في المملكة أو في دول الخليج أو في أوروبا أو في أمريكا أو في أي مكان في العالم بالتبرع لهذا الصندوق، وتقديم المساعدة لأبناء اليمن في الداخل وأولهم أبناء الشهداء الأبطال من الجنود الذين طالتهم يد الغدر في حضرموت، ويطالب المقيم الرائع – طاهر –الشيخ أن يتابع بنفسه أين يذهب كل ريال، وأن يتأكد أنها ذهبت لمستحقيها لأن بعض المسئولين في اليمن يشبهون النسور، فهم ينتظرون الضحية حتى تسقط ثم يهجمون عليها، ويقول طاهر في رسالته (تعلم يا أستاذ خالد أن هؤلاء الفاسدون يستفيدون من كل كارثة تحل باليمن وبأبنائها، فهم يشكون ويبكون ويذرفون دموع التماسيح لكي يتعاطف معهم الجميع من شتى أرجاء العالم، فتنهال المساعدات من كل حدب وصوب لكن كل تلك المساعدات لا تصل لأصحابها، ولذلك فهم لن يأبهوا بشأن عائلات الضحايا من الجنود العشرين الذين لقوا مصرعهم مؤخرا في حضرموت، وكل ما سيهتمون به هو إعادة العهد التي كانت بحوزة الضحايا المساكين من سلاح وبطانية، ولن يكون مستغربا منهم مطالبة أهالي الضحايا بدفع ثمن ما ضاع من عهدة ) *على العموم أخي طاهر أشكرك عميق الشكر لنبل سلوكك، وتفكيرك الإنساني الذي يؤكد حديث رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ) وأضم صوتي إلى صوتك، وأنا ومستعد للذهاب إلى منزل الشيخ عائض القرني لكي ألتقي به وأخبره بمقترحك، وأتمنى أن يساهم كافة المغتربين اليمانيون في دول الخليج وفي السعودية وفي كل دول العالم لكي ينجح هذا المقترح فلو تبرع كل واحد منهم ولو بخمسة أو عشرة ريالات لأصبح الصندوق مليئا بالنقود ويستطيع هذا الصندوق أن يساهم ولو بجزء يسير في التخفيف عن كل يمني يتعرض لنكبة، فبعض المسئولين هداهم الله لا يهتمون بالأحياء فهل سيهتمون بالأموات، وسوف أضع بريدي الإلكتروني لمن يريد أن يساهم في مقترحاته، كما يمكن القراء المشاركة في وضع مقترحاتهم عبر موقع المشهد اليمني. ____________________ صحفي يمني مقيم في الرياض [email protected]