لعل هناك اكثر من تساؤل يثور حول الاسباب الحقيقية التي تقبع وراء دعوة الشيخ عبدالمجيد الزنداني لمؤتمر يحشد اليه العديد من مشائخ علماء اليمن بحجة ان يحدد فيه العلماء موقفاً من الدستور القادم.. ويظل التساؤل هو لماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات وما هي دلالاته ..؟ وماهو الدافع المباشر لمثل هذا الموقف..؟ وما ذا يريد أن يحققه من وراء هذا التحرك الملفت.. والجرئ؟وخاصة ان مثل هذه الجرأه للظهور في هذا الوقت بالذات لم يكن مناسبا لانعقاده في جامعة الإيمان وهي المؤسسة التي يكثر الحديث والشكوك حول دورها في الصحافة الاجنبية فضلا عن دور الاخوان باعتبار ان هذا الدور هو حديث الساعة خاصة بعد الانتكاسات الكبيرة التي حدثت لهم في مصر وبلدان مجاورة وكما يقال بأن ماينتظرهم لازال هو الكثير من المتابعة والمراقبة والتضييق عليهم عالميا بحجة وقوفهم الى جانب الحركات الارهابية والاعمال المتطرفة. وما يكاد يكون مقبولا في هذا الشأن بالنسبة لاختيار هذا التوقيت لانعقاد المؤتمر انه فيما يبدو أن التحركات الزندانية الحالية هي من أجل إرباك الانطلاقة التي بدأها هادي مؤخراً، والتي يشعر الإصلاح انه أصبح يبعد عن قبضتهم بشكل عام وآخرها الحرب مع القاعدة فضلاً عن الشعبية الكبيرة من قبل سكان تلك المناطق التي عانت من القاعدة والتفافها مع الجيش بغض النظر عن المتحزبين الاخوانيين. إلا أن المخرجات الجديدة والتي تتعلق بحدوث اختلال توازن القوة بينهم وأنصار الله لصالح الأخيرين.. وهو ما رأوه من أن هادي قد استفاد من التوازن الجديد ولو بطريقة غير مباشرة والتي تأكدوا أنها حررت وصاده وفكت الاسار المطبق على معظم حركته. والشاهد على تلك التعديلات الأخيرة التي أجراها الرئيس على الحكومة والتي كانت تماماً مفاجئة لهم جميعهم احزابا ووزراء، على السواء، فلم يسمعوا بها إلا من خلال التلفزيون. ولذا فقد رأى الزنداني أنه وشعبية الإخوان والإصلاح أصبحت على المحك، خاصة بعد أن لاحظوا تردد القبائل بل وتقاعسها في نصرة بيت الأحمر في عمران وقبلها في العصيمات وقبل قبلها في دماج.. ومن هنا رأى الزنداني أن أفضل مايمكن أن يجمع الناس حوله وخاصة البسطاء هو من خلال تقديس الناس للقرآن الكريم وان التعاطف والتدين في هذا المجال هو حصان السبق..! ويكفي تخويفهم من أن الدولة القادمة تريد أن تشرع خارج الشريعة وان الدستور سيصبح بدلاً عن القرآن.. رغم أنه يعلم جيداً أن الدستور الجديد لن يختلف عن الدستور المعمول به والذي نص على أن الشريعة الاسلامية مصدر القانون. لكنه يعتقد أن تخويفه للبسطاء من الناس من خلال دعوته للعلماء من شأنه في هذا في نظره امرا كافيا بأن يحشد الجماهير ضد هادي وهذه حجج ودعاوي استخدمت منذ ظهور الدساتير اول مرة مع بداية القرن الماضي. ولطالما وظفت في مثل هذه المواقف ونجحت..!! وكأن الدستور بدعة.. وليس هو الدستور الذي اعتمدته ثورة 26 سبتمبر قبل أكثر من خمسين عاما..!! إنها مرحلة في إعتقاد مثل هؤلاء الشيوخ يصح فيها اللعب بعواطف الناس وتوظيف الدين وفقاً لخدمة أحزابهم.. دون خوف أو وجل.. من الله او الناس.. أو مصلحة الوطن.. وأعتبر هذا امرا متوقعاً.. ولكن أعتقد أن جامعة الإيمان والتي فرخت.. الكثير وآثارها.. موثقة والعودة للمراجع التي ترقبها وتحصيها.. فيها من الوثائق مايكفي أن يقول القضاء كلمته تحقيقاً للمصلحة العامة . والله أعلم.