انطلقت في الفترة الماضية وكأن التاريخ يتكرر، فمنذ ما يقارب السنتين اندلعت الثورة اليمنية وحلت الأزمة على طاولة المفاوضات ليأتي الرئيس الحالي وفريق عمله وصولا إلى التوقيت الذي نحن فيه من انطلاق أخبار نشوب التسلق نحو اسقاط ذلك البلد بكل قياداته من قبل حراك الحوثيين والذي بدأ في الشهر الماضي ومستمر الى الآن وبدأ بسقوط العاصمة اليمنية في يدهم وامتد إلى الباقي ومستمر في تقدمه. لقد بدأ الخلاف السياسي عربيا من بداية العقد الجديد في كثير من البلاد العربية، وكانت الشرارة بسقوط رؤوس أنظمة ضخمة في بلاد كبرى مما فتح الباب أمام العديد من التنظيمات التي كانت تعمل في الظلام لتخرج إلى النور في تلك البلاد ومن هذه التنظيمات الحوثيون الذين اتسموا بسلوكهم العدوانى نحو بلادهم، فهم ليسوا من أنصار التفاوض والتحاور كما اعتدنا في لعبة الحنكة السياسية، فتجد سلاحهم يطلق الرصاص أكثر من افواههم وذلك دليل على مدى العداء الشامل، وبمعنى أدق هم منساقون نحو هدف معين ولا يبالون بأى نتائج ت. إن تلك الجماعة من خلال التوقعات الفعلية التي تستنتج من خلال تاريخها لا تسعى نحو المشاركة السياسية في اليمن وتحقيق الديموقراطية التي ينشدها ويسعى لها الشعب اليمني منذ خروج رئيس الدولة السابق علي عبدالله صالح، لكنها ساعية نحو الحرب واشعال فتيل الفتنة القتالية فيما بين الشعب وبعضه البعض. بعد وقوع صنعاء في يد تلك الجماعة أضحى الأمر الخطير يداهم ذلك البلد من حيث إن تاريخ الحوثيين العدوانى يشكل ناقوس خطر على المجتمع، وربما يؤدي إلى السقوط في الهاوية ودخول نفق مظلم يطيح بالبلاد. إن المتأمل في تلك الأحداث يجد أن هناك حالة من الفكر التكتيكي الذي يفوق فكر التنظيم ويؤكد أن هناك من يحركه من الخارج وهم جنود مرتزقة، فهؤلاء ومن عاونهم في اسقاط عاصمة اليمن خونة وباعوا تراب ذلك البلد بمقابل حفنة من التمويل الأجنبي لأجل مصالح أكبر منهم. إن اليمن في تلك الآونة تشتت أمره عن طريق هؤلاء الحوثيين الذين يسعون الى التدمير لا البناء.بالتطرق إلى العنوان من باع اليمن؟ يقال إن هناك من تلقى رشوة من ايران قدرها نصف مليار دولار، ولا نستبعد تلك الأقاويل والتغريدات في هذا الشأن من خلال الوقائع التي أمامنا من السقوط والتهاوي السريع في تسليم صنعاء بمقراتها الحكومية وثكناتها العسكرية والزحف إلى ميناء الحديدة الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر والمنفذ الذي من خلاله ستقوم إيران بتوريد كل ما كان ممنوعا على الحوثيين من عدة وعتاد واتجهت إلى إبالمدينة التى تبعد 150 كيلو عن العاصمة وهم الآن قاربوا على السيطرة على منفذ حرض الحدودى والانتشار في محيطه، والآن يخططون للزحف إلى الجنوب باتجاه عدن وكأن الاحتلال هو استلام وتسليم من قبل بدون أى مقاومة تذكر وكأن هناك اتفاقا على ذلك. الحوثيون لا يشكلون سوى أعداد بسيطة لا تتجاوز عشرات الآلاف من الشعب.. فكيف بتلك السهولة سيطروا على ذلك البلد؟ لا نعلم ماذا يدور في اليمن السعيد، فالخطر بدأ يزيد أكثر فأكثر وعلينا أن ندرك موقعنا منه، فبعد أن التهمت العراق وسوريا من جهة الشمال بدأ الجنوب يكشر عن أنيابه في معادلة صعبة يجب أن نفهمها ولا ننتظر الغد اذ بدات معالم الخطر واضحة، ولكن قيادتنا الواعية والمحنكة تدرك جيدا ابعاد ما يدور حولنا وتعمل على حماية وطننا حفظه الله. ولكننا فقط نتساءل من باع اليمن في ظل تلك الظروف التي تحدث من حولنا ....؟