المخطط الفارسي بات واضح التجزئة والتفكيك على أساس طائفي هو الذي يتخذه منهجاً في التعامل مع دول المنطقة، وهو على استعداد لعقد صفقات صهيوأميركية لتحقيق هذا الهدف مادام وثمة زعامة روحية ينبغي أن تكون في قم وطهران ينظمها أعداء الأمة للدولة الفارسية، فإن ذلك متحققاً اليوم في العراق حيث زعماء الشيعة الصدر والحكيم والمالكي فهم الذين يتحدثون عن المصالح الإيرانية ويسعون إلى تحقيقها واقعاً على حساب الأرض والعرض والحال أن الطموح الفارسي في المنطقة لا يقف عند حد وأنه بامتلاكه مشروع التجزئة الذي يفاوض به أعداء الأمة وينوب العم سام في تنفيذه ويطال اليوم أكثر من قطر عربي مثل البحرين والكويت والسعودية واليمن ....الخ. ولعلنا ندرك جيداً أن مسألة الطائفية كهاجس فارسي ما كان لها أن تقم دولة على ثمة تآمر قد تم بين طهران والصهيوأميركية سقطت على إثره العراق في يد الاحتلال الفارسي قبل الأميركي باعتراف المحتلين أنفسهم والتي كانوا وجه للبوابة الشرقية التي تصد أعداء الأمة من هذا الخطر الماحق الذي بات الآن ظاهراً أكثر من أي وقت مضى وما يدور من تآمر فارسي على الوطن اليمني هو انعكاس حقيقي لهذا الطموح الشرس فمنذ أحداث فتنة صعدة التي أشعلها مرتبط جذرياً من الحوثيين مع المرجعية في قم، وحلقة التآمر تزداد وتتسع كل يوم على ذات الأساس الطائفي التي ترى طهران فيها بوابتها إلى الهيمنة وإلى امتلاك القدرة في صياغة الاشتراطات التي تحقق لها حضورها السياسي والاقتصادي التفوقي على الأمة العربية انتقاماً لامبراطورية فارسي التي زالت من على ظهر البسيطة بفعل رسالة السماء السمحاء التي حمل لواءها عرب الجزيرة أولاً. وعلى هذا الأساس فإن الذات الفارسية الاستعلائية تبقى في حالة حافزية وتوجس للآخر العربي الذي لابد من إنهاكه وتقسيمه كشرط للتفوق الإيراني في العصر الحديث، لماذا هم الآن يحاولون عبثاً أن ينقلوا المعركة على أساس طائفي من صعدة إلى الضالع؟ ولماذا يسعون لإيجاد وقود لها من قوى وطنية على أساس طائفي وتجزيئي؟ لإدراكهم أن ذلك هو الذي يمنحهم قوة التواجد ورغبة الانتقام ولم تعدم إيران الطائفية من حيلة أنها وجدت من العملاء والمرتهنين من يتطوعون مقابل حفنة من المال في أن يشعلوا الحرائق ويقلقوا الأمن والاستقرار، وما يهمنا في المقام الأول أن هؤلاء العملاء المسخ قد وجدوا ضالتهم في مطالب رفعوها كحق أريُد به باطل حتى إذا ما تحققت هذه المطالب ذهبوا إلى أبعد من ذلك حيث التوجه وتنفيذ المخطط الفارسي بدماء زكية من أبناء محافظة الضالع، الذين ينبغي أن يكونوا في مستوى الوعي بمخطط الأزمات الفارسي والذين يريدون أن يجروا الأبرياء إلى معارك ليست معاركهم مطلقاً فلا ينبغي أن تحدث بأي حال من الأحوال بالنظر إلى التاريخ النضالي الطويل لأبناء هذه المحافظة في الكفاح ضد الاستعمار والإمامة، وهو كفاح انطلق من ردفان هذا الرمز الكبير الذي يراد له اليوم أن يتحول من معنى وطني كبير وتاريخ زاهي ومن انتصارات إلى مجرد اسم تحركه ادوات عميلة لطهران لتفقده نبل معناه وطهارة محتواه كاسم يشع بالمواقف الوطني والانتماء الصادق للأرض والإنسان. هكذا نجد دوائر الاستخبارت الفارسية تراهن على مرتزقة فقدوا مصالحهم وتضرروا من الثورة والوحدة لتلتقي معهم على موائد لئيمة لتنفيذ مخطط الدم والحريق والفتنة، بدأت بذلك في صعدة وحين فشلت نقلت القضية بذاتها إلى المحافظات الجنوبية وعلى وجه الخصوص محافظة الضالع. وفي النهاية الأمر لا يخرج عن إشعال لهيب الطائفية التي يراهن عليها أعداء الوطن من عملاء وخونة ودول أجنبية تتصدرها إيران الفارسية التي لا تؤمن بأي من المعاهدات الدولية في الاحترام المتبادل بين الشعوب وعدم التدخل في شؤون الآخرين وترى أن ذلك يبقيها كدولة فارسية محاصرة وخارج الطموحات الامبراطورية الكسروية، نحن إذاً نفهم لماذا هم الآن يتجهون عبر الخونة إلى الضالع ولماذا يرغبون في اتساع الفجوة في الحوار مع الدولة لدرجة يسع الحوار من رفعوا لواء التآمر والاحتراب الداخلي، ولماذا أيضاً نجد هناك من يتبنى الاشتراطات الفارسية الممقوتة عبر لغة طائفية مقيتة وانفصالية هزيلة يرددونها كالببغاوات أولئك الذين يتلقون تعليماتهم من أعداء الوطن وخونة الشعب من القوى الرجعية والانفصالية التي تتخذ من الخارج محطات ارتزاق وبيع قيم ومبادئ وعرض الوطن في المزاد لمن يدفع أكثر. وما هو مطلوب اليوم من أبناء الضالع أن يدركوا جيداً أي دوافع خسيسة يتبناها الانفصاليين والخونة الذين يلعبون في الخراب ويريدون للوطن مآس وحرائق فبعد أن فقدت إيران الحيلة في المحافظات الشمالية «صعدة» ها هي الآن تتجه بذات الدوافع وعبر أولئك الصعاليك إلى المحافظات الجنوبية، والمسألة لا تفرق بين جهة وأخرى ما دامت تبنى على أساس طائفي لعين تريده إيران متحققاً كما تبناه الحوثيون في مران، ويتبناه ذوات الشخوص ومعهم الانفصاليون في الضالع ولكن بأساليب ماكرة، ورائحة لا تخلوا من إشاعة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ولعل خطاب أحمد عمر بن فريد في ردفان خير مثال على هذا الإثم والعدوان الذي يحرم الدم لفئة دون أخرى ومحافظة دون أخرى بمنطق يتنافى مع كل الشرائع الأرضية والسماوية ومع أبسط القيم الثقافية وهو منطق فارسي في المقام الأول لا نشك أبداً، إلا أنه دخيل على وطننا وعلى ثقافتنا لا عهد للإنسان في بلادنا به لولاء السخاء الفارسي للعملاء بهدف إيجاد حاقدين يسيرون في ركب السخافات التي تطرحها قوى مأزومة من الثورة والوحدة حين فقدت مكاسبها. نحن إذاً على يقين بأن ثمة وعي يكون لأبناء الضالع في الحفاظ على هويته الوطنية من أية اختراقات لدخلاء وعملاء وخونة فقدوا قيم الانتماء كلها ولم يبق إلا هزالهم ومكرهم والله محبط بما كانوا يصنعون.