حان الوقت لأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية والوطنية وأن يحددوا مواقف واضحة لا لبس فيها في مواجهة أعداء الوطن، وأن يدركوا جيداً بأن التآمر الذي تقوم به قوى رجعية وعميلة ونيلية وذات ماض أسود في الارتزاق والخيانة ويستهدف الأمنوالاستقرار ويعمد إلى المناطقية والطائفية ويتخذ من الديمقراطية ستاراً لتنفيذ المخطط المعادي ليمت بصلة وثيقة إلى الأعداء في الخارج. . ولا شك أن هذا التمرد يشد مناطحته في الأفق قابلة لأن تخلق مناخات الفوضى واللإستقرار هو ما دأبت عليه قوى الإرتهان في الداخل والخارج أكانت تحت مسمى حوثية أو حراك جنوبي فكلاهما وجهان لعملة واحدة وخيانة واحدة. . ومن أجل الوقوف لصد هذا التيار المعادي للوطن ووحدته واستقراره لا بد لمختلف الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن يتآزر جهودها في الوقوف بصلابة ضد هذه القوى الباهتة والعميلة وأن ينطلق كل من موقعه صوب وطن موحد الهدف منه إلزام نعيق الغربان من أن تواصل سوداويتها وعفنها الذي يزكم الأنوف. . نقول ذلك لأن الوطن اليوم ليس له إلا أبنائه، وأن أية تباينات في الساحة الوطنية السياسية لا ينبغي مطلقاً أن تنعكس إلى مستوى التخاذل لاتخاذ ما هو مبدئي في مواجهة أعداء الوطن التاريخيين. . فالوطن هنا ليس المعني بالنضال وحده والمعركة أكبر من أن يديرها نظام أو يستفلح الوضع في المواقف ظناً منه أنه قادر على تخطي إرهاصات الخيانة. . الأمر هنا لا يحتاج إلى المكابرة والجمود والتفرد بالرأي كما لا يتطلب الانتظار لما سيكشف عنه الغد وما سيقع فيه النظام من سلبيات مثل هذه المواقف التي تزيد الهوة اتساعاً بين النظام والفعاليات السياسية تحتاج إلى أن تردم وإلى أن يتم تجاوزها وإلى الحكمة والمبدئية والصرامة في اتخاذ المواقف المسؤولة لمواجهة شراسة الأعداء وهم يتنادون ضد الوطن بالعمالة والارتزاق وتدخلات القوى السافرة الفارسية الصهيوأميركية المعادية للوطن وسلامته وتقدمه. وإذا كان اليوم في محك حقيقي بما يجب اتخاذه فإن مقتضيات المرحلة تدعو الجميع معارضة وحزب حاكم لأن يكونوا أكثر دراية ومعرفة بطبيعة القوى المعادية للثورة والوحدة وأن يكونوا على مستوى من الحافزية للمواجهة بما يرجئ كل الخلافات والتباينات لأن ثمة قادم يريد الوطن من أقصاه إلى أقصاه في نزاعات وحروب أهلية ودمار حقيقي. الأمر هنا أكثر من جاد، ولا يحتاج إلى تأمل أو شيء من التردد أو إلقاء المسؤولية على طرف دون آخر مثل هذا إنما يساعد القوى المعادية لأن تنجز ما هو مطلوب منها في مخطط الأعداء ومثل هذا أيضاً إنما يقدم الوطن الأعداءُ يفعلون فيه فعالهم النكراء وإذا كان الوطن بما يتعرض له من تآمرات تكشف أن لا أحد بمنجأ عنها فإن مقتضيات الحال ودرء الفتن والاحتقانات أن يكون النظام والفعاليات السياسية في خندق واحد وأن أية تنازلات تقدم من طرف للطرف الآخر إنما هي فخر واعتزاز بهذا الظرف تحديداً وتعبير عن انتماء حقيقي للوطن الذي نجده اليوم مستهدفاً من أعداء الله والوطن والثورة والوحدة.