من هذا الذي يخلط الأوراق في صنعاء ويقلبها رأساً على عقب ، من يريد للحافلة أن تهرول بلا (فرامل) أو بلا " كوابح بريك " أي بلا مرجعية تطلبها الأيام القادمة ، التي نحن فيها بأمس الحاجة لأمثال هؤلاء الأساتذة والعقول المستنيرة. · ترى ماذا يراد من اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وفي هذا التوقيت بالذات ..؟! لدينا تساؤلات عديدة تقفز إلى الذهن باستشهاد البروفسور محمد المتوكل مؤخرا , وفي وسط العاصمة صنعاء ، يرحل المتوكل اليوم ضمن كوكبة الشهداء الأبطال الذين اغتالهم مشروع الاقصاء السياسي والوظيفي , الجاثم فوق صدور أبناء شعبنا اليمني طوال السنوات الأربع العجاف... وما يزال يمضى بوتيرة عالية في ظل الانفلات الأمني الرهيب الذي تشهده البلد ، عاصمة ومحافظات ومدن رئيسة. · كم هي لحظات مؤلمة وعصيبة مضت علينا خلال ال (48) ساعة الماضية ، ونحن نتابع البيانات الاستنكارية والتعازي المعتادة , ولا نستبعد أن يكون من كان وراء " القاتل " متواجدا من بين اولئك الذين صاغوا تلك البيانات التي أصبحت لدى المتابع والمشاهد اليمني ممله ولا يقوى على سماعها لكثرة تواصل بثها ونشرها عبر وسائل الإعلام الرسمي . · لفت انتباهي بيان الاستنكار الذي أصدرته رئاسة الجمهورية عشية الحادث الجرامي المؤلم , بوصفها اغتيال الدكتور بأنه كان يستهدف (خلط الأوراق) وهي عبارة ملتبسة وتقبل تفسيرات عدة... ترى وهل تعرف الرئاسة من الذي يهدف إلى خلط الأوراق بصنعاء , والوطن اليمني عموما ، بالحقيقة نحن لا نعرف كيف توصل كاتب البيان الرئاسي إلى هذا الاستنتاج الخطير ، رغم أن التحقيقات لم تبدأ حتى لحظة كتابة ذلكم البيان !! · أنصح أولاد المرحوم الدكتور محمد المتوكل وأختهم رضية بالذهاب فوراً إلى كاتب البيان الرئاسي قبل حضورهم مع لجنة التحقيق التي كلفها الرئيس هادي ليكونوا على بينة من أمرهم ..!! · أعتقد أن حكاية (خلط الأوراق) هي مجرد تبرير سخيف ، بل ويعتبر تغطية غير مقبولة على أهداف مرتكبي جريمة اغتيال الدكتور المتوكل ، والهدف الحقيقي من هذه الجريمة التي استخدم فيها سلاح الإرهاب لتصفية الحسابات السياسية في مرحلة ما بعد سقوط مراكز القوى المتنفذة في يوم 21 سبتمبر الماضي ، وليس خلطا للأوراق كما جاء في بيان الرئاسة ، لأن الأوراق قد تم خلطتها من فترة وجيزة , وليس من لحظة اغتيال الدكتور المتوكل , رحمة الله واسكنه الفردوس الاعلى .