في مديرية ارحب شمال العاصمة صنعاء .. تقع قرية يحيص الصغيرة بمساحتها والكبيرة بعقول وبطولات ابنائها .. وسط هذة القرية يقع منزل الشيخ جابر البالغ من العمر 52 عام اطلق ابناء القرية لقب الشيخ على جابر ليس لانه جبروت او ظالم ولكن لانه يحمل صفات ومعاني الانسانية التي يفتقدها الكثيير ممن يحملون مسمى المشيخ . ارادت الجماعات المسلحة ان تخمد جذوة الحرية في القرية وتبث الرعب بين ابنائها فاعتدت على منزل واسرة الشيخ جابر ليكون عبرة لكل الانقياء والصالحين .. على انقاض منزل الشيخ جابر وقفت زوجته التي بلغت من العمر عتيا تتامل تلك الاحجار التي حوت ذكرياتها عشرات السنيين .. وبعبرات مخنوقة بدات تروي تفاصيل مأسات اسرتها العائشة وسط نهر من الدموع .. تقول الزوجة ... بعد ان اعتقل الحوثيين زوجي وابنائي جائت مجموعة مسلحين الى البيت الذي لايوجد فيه غير النساء والاطفال وقامو بتفتيشة والعبث بمحتوياته ثم غادر.. وفي اليوم الثاني عاد المسلحين لتفتيش البيت مرة ثانية وطلبو منا الخروج من المنزل خلال عشر دقائق واخذ اغراضنا الشخصية فقط ... حاولت الزوجة اقناع المسلحين بانهم لا يمتلكون مآوى يذهبون الية .. وحاولت البنات استعطافهم بدموع الخوف والرجاء ... ولكن للاسف كان الجميع يخاطب قلوب تشبة بقساوتها تلك الاحجار التي تشيد جدران المنزل غادرت الزوجة وبناتها ... ومن مكان بعيد ظلت ترقب مع نساء القرية المصير الذي سيؤل اليه البيت ... وماهي الى دقائق معدودة وارتفعت اعمدة الدخان واصبح المنزل في خبر كان .. وتلطخت رجولة اولئك المسلحين بحقارة افعالهم .. . بالقرب من المكان ... ومن امام غرفة متهاوية الجدران كانت ترقبنا ابنة الشيخ جابر (عائشة ) وبخطوات متثاقلة اقتربت منا لتدلي بدلوها وبصوت مبحوح قالت فجر الحوثيين بيتنا وشردونا واعتقلو اخواني وابي عندما ذكرت عائشة اخوانها وابيها اغرورقت عيناها بالدمع واختنقت عبراتها وغادرت المكان سريعا ودموعها تسابق خطواتها في موقف مؤثر ابكى جميع الحاضرين حتى خيل لي باني اشاهد فلم سينمائي يتحدث عن مآسات خيالية ... بعد مغادرة عائشة شاهدنا اختها الصغيرة (فاطمة) تجلس على احد احجار منزلهم المدمر وهي تبكي بعد ان شاهدت بكاء اختها الكبرى ... اقتربنا منها .. وهي ترتدي زيها المدرسي وسالناها ماذا تريدين ..؟ فاختلطت كلمات فاطمة بدموعها وهي تقول اشتي يرجعو لنا بيتنا ويرجعو مصحف ابي الذي رموة بالارض قبل مايفجرو البيت .. اشتي يرجعو لنا ابي واخوتي ... اوقفت الدموع حديث الطفلة فاطمة .. وارتفع صوت بكائها وارتمت بين احضان امها العجوز تبحث عن شيئا من امان ... وتبكي انسانية الانسان التي اغتالها انصار الشيطان ...