الشاب محمد عبدالرحيم الجابري محافظة إب .. العمر 25 سنة .. مدة الاختطاف الثانية 140 يوم .. مدة اختطاف الأولى لمدة 45 وبين الأولى والثانية عشرة أيام وأختطف في المرة الأولى مع اثنين من أشقائه .. اختطفه ميلشيات الحوثي وصالح للمرة الأولى إلى جهاز المخابرات (الأمن السياسي) في إب وظل مختطف ومغيب قسريا 45 يوم .. وبعد خروجه من الامن السياسي في إب بعشرة أيام قدمت مليشيات الحوثي وصالح في ال26 من أغسطس 2015م ، وفي وقت متأخر من الليل بدأت المليشيات محاصرة منزله بأكثر من أربعة أطقم واقتحمت المنزل بطريقه مهينه وأطلقت النار على الأبواب وكل تلك الأعمال الهمجية والوحشية كانت في ساعة متأخرة من الليل وتعرضت الأسرة حينها لتهديدات بتفجير المنزل ثم اقتحمت المنزل الساعة الثالثة والنصف فجراً وبعد إقتحام منزله ونهب كل ممتلكاته لم تراع المليشيات حرمة الوقت البيت وروعت الأطفال والنساء ونهبت كل شيء بما في ذلك حليب الأطفال.. أُخذ محمد بطريقة تعسفية إلى صنعاء وكانت طريقه الى صنعاء بتعذيب يدل على نفوس متحوشه للمليشيات فكيف عاش تلك اللحظات القاسية لساعات .. تخيلوا عندما تكون معصوب العينين بقوة ويديك خلف ظهرك حتى انه حصل له نزيف وكسر في انفه آنذاك ، قالي لي بأنه ظل لأكثر من شهر وهو يعاني من وجع شديد في العين والأنف هكذا تم التعامل مع محمد الشاب المسالم منذ خرج من بطن أمه وحتى اللحظة .. عند وصوله صنعاء وفي أول نقطة تم إنزاله من سيارة تكسي إلى سيارة مصفحة تابعة لقوات مكافحة الارهاب وإلى مكان لا يعلم أين هو ولا يدري أين سيكون مصيره .. فجأة وبدون سابق إنذار يسمع محمد أصوات مضادات الطيران ليدرك حينها يقينيا بأنه ليس في محافظة إب وإنما تم نقله الى صنعاء لكن لا يعلم في أي مكان هو وليبدأ رحلة التفكير والهواجس المرعبة هل وضعوني في مواقع إستهداف الطيران وهل وضعوني درع بشري لهم في مخازنهم ولك أن تتصور قساوة تلك اللحظات والأيام .. أودعوه غرفه مظلمة لا ترى فيها حتى يدك غرفه في بدروم واستخدموه مخزن سلاح لمدة 15 يوم وبعد أسبوع من اختطافه حاول أن يعرف مكان اختطافه وبعد جهد جهيد عرف بفطنته وذكائه أنه في بيت اللواء على محسن والذي تتخذه مليشيات الحوثي وصالح مقراً لها كونه لا يزال تحت سيطرت مليشيات الحوثي وصالح .. هنالك مر بأوقات عصيبة ورأى الموت بأم عينيه إذ تعرض المنزل الذي كان فيه لعدة غارات وعايش الموت وجها لوجه ليخاطب الخاطفين وبكل شجاعة قائلا لهم : " إن معي ربي سيهدين لن نخاف الموت وأعرف أنكم وضعتموني في هذا المكان وتحت تهديد الطيران لتجعلونا دروع بشريه انتم أجبن من أن نخاف منكم" .. تعرض محمد للتحقيق أكثر من خمسة عشرة يوم وبمعدل ست ساعات يومياً وفي أوقات متفاوتة وظل صامد وشامخ .. تعرض محمد لأشد أنواع التعذيب النفسي والذي لا يمكن تصوره من قبل مليشيات الحوثي وصالح .. نقل محمد إلى مبنى مكافحة الإرهاب وتم تغيير اسمه في كشوفات المختطفين حتى لا يتسنى لأهله البحث عنه ومكث في مقر مكافحة الإرهاب خمسة عشر يوم وتعرض لسلسلة من التحقيقات ولم يجدوا عنده ما كانوا يتوقعون منه .. بعدها نقل إلى سجن إحتياطي الثورة وظل فيه لأكثر من شهر وأهله لا يعرفون أين ذهبوا به .. وبعد البحث وطول إنتظار ومعاناة طويلة خرج أحد المختطفين من سجن احتياطي قسم الثورة وأخبر شقيق محمد بأن أخاه في سجن قسم الثورة في صنعاء باب اليمن .. وبعد إلحاح شديد من قبل أسرة محمد وبعد شهرين ونصف من اختطافه تم زيارته لمدة خمس دقائق فقط ليبدأ أهله رحلة جديدة من المعاناة .. وبعد معاملات ووساطات عدة عند أبي فلان وأبي زعطان تم السماح بإدخال الملابس والأكل وزيارة أسبوعية .. يحكي لي محمد قصته المليئة بالرعب والألم وأنا أشعر بشعور العزة والشموخ لشاب من أنبل شباب إبواليمن ولقد كان صامد في مواجهة تلك الآلام والابتلاء .. يخبرني محمد بأن رفقاء النضال والصمود من المختطفين من بينهم العلماء والدعاة ومن يؤلف الكتب والدكاترة والصحفيين والناشطين وقادة عسكريين رفضوا الانضمام إلى مسيرتهم .. كانوا يقضون معظم وقتهم في الذكر والعبادة والرجوع إلى الله وقراءة القرآن والخلوات الربانية في تلك الزنازين القاسية .. محمد وكثيرون يجسدون أروع ملاحم الثبات والصبر في وجه الشدائد والانتصار للوطن الأرض والإنسان .. وبعد قرابة خمسة أشهر خرج محمد من سجن مليشيات الحوثي وصالح وهو لا يريد أن يفارق رفاقه ممن وصفهم برجال الصمود والثبات ورجال العلم والثقافة والإيمان .. أيقنت وأنا أتبادل الحديث مع محمد أن مليشيات الحوثي وصالح والواقع القائم لم يدركوا أنهم وهذه الأحداث والإبتلاءات تعطي لنا جيل لا يمكن أن يهزم أو يقهر مهما كانت العواصف والرياح والأزمات، جيل لا يقهر ويولد من رحم المعاناة .. سلام الله عليك يا محمد من قبل السجن ومن بعده وفي كل وقت وحين [13/1 2:49 ص] +967 711 078 804: ابراهيم حمود عسقين (محمد الجابري) ملحمة صمود في وجه المليشيات ___________ الشاب محمد عبدالرحيم الجابري محافظة إب .. العمر 25 سنة .. مدة الاختطاف الثانية 140 يوم .. مدة اختطاف الأولى لمدة 45 وبين الأولى والثانية عشرة أيام وأختطف في المرة الأولى مع اثنين من أشقائه .. اختطفه ميلشيات الحوثي وصالح للمرة الأولى إلى جهاز المخابرات (الأمن السياسي) في إب وظل مختطف ومغيب قسريا 45 يوم .. وبعد خروجه من الامن السياسي في إب بعشرة أيام قدمت مليشيات الحوثي وصالح في ال26 من أغسطس 2015م ، وفي وقت متأخر من الليل بدأت المليشيات محاصرة منزله بأكثر من أربعة أطقم واقتحمت المنزل بطريقه مهينه وأطلقت النار على الأبواب وكل تلك الأعمال الهمجية والوحشية كانت في ساعة متأخرة من الليل وتعرضت الأسرة حينها لتهديدات بتفجير المنزل ثم اقتحمت المنزل الساعة الثالثة والنصف فجراً وبعد إقتحام منزله ونهب كل ممتلكاته لم تراع المليشيات حرمة الوقت البيت وروعت الأطفال والنساء ونهبت كل شيء بما في ذلك حليب الأطفال.. أُخذ محمد بطريقة تعسفية إلى صنعاء وكانت طريقه الى صنعاء بتعذيب يدل على نفوس متحوشه للمليشيات فكيف عاش تلك اللحظات القاسية لساعات .. تخيلوا عندما تكون معصوب العينين بقوة ويديك خلف ظهرك حتى انه حصل له نزيف وكسر في انفه آنذاك ، قالي لي بأنه ظل لأكثر من شهر وهو يعاني من وجع شديد في العين والأنف هكذا تم التعامل مع محمد الشاب المسالم منذ خرج من بطن أمه وحتى اللحظة .. عند وصوله صنعاء وفي أول نقطة تم إنزاله من سيارة تكسي إلى سيارة مصفحة تابعة لقوات مكافحة الارهاب وإلى مكان لا يعلم أين هو ولا يدري أين سيكون مصيره .. فجأة وبدون سابق إنذار يسمع محمد أصوات مضادات الطيران ليدرك حينها يقينيا بأنه ليس في محافظة إب وإنما تم نقله الى صنعاء لكن لا يعلم في أي مكان هو وليبدأ رحلة التفكير والهواجس المرعبة هل وضعوني في مواقع إستهداف الطيران وهل وضعوني درع بشري لهم في مخازنهم ولك أن تتصور قساوة تلك اللحظات والأيام .. أودعوه غرفه مظلمة لا ترى فيها حتى يدك غرفه في بدروم واستخدموه مخزن سلاح لمدة 15 يوم وبعد أسبوع من اختطافه حاول أن يعرف مكان اختطافه وبعد جهد جهيد عرف بفطنته وذكائه أنه في بيت اللواء على محسن والذي تتخذه مليشيات الحوثي وصالح مقراً لها كونه لا يزال تحت سيطرت مليشيات الحوثي وصالح .. هنالك مر بأوقات عصيبة ورأى الموت بأم عينيه إذ تعرض المنزل الذي كان فيه لعدة غارات وعايش الموت وجها لوجه ليخاطب الخاطفين وبكل شجاعة قائلا لهم : " إن معي ربي سيهدين لن نخاف الموت وأعرف أنكم وضعتموني في هذا المكان وتحت تهديد الطيران لتجعلونا دروع بشريه انتم أجبن من أن نخاف منكم" .. تعرض محمد للتحقيق أكثر من خمسة عشرة يوم وبمعدل ست ساعات يومياً وفي أوقات متفاوتة وظل صامد وشامخ .. تعرض محمد لأشد أنواع التعذيب النفسي والذي لا يمكن تصوره من قبل مليشيات الحوثي وصالح .. نقل محمد إلى مبنى مكافحة الإرهاب وتم تغيير اسمه في كشوفات المختطفين حتى لا يتسنى لأهله البحث عنه ومكث في مقر مكافحة الإرهاب خمسة عشر يوم وتعرض لسلسلة من التحقيقات ولم يجدوا عنده ما كانوا يتوقعون منه .. بعدها نقل إلى سجن إحتياطي الثورة وظل فيه لأكثر من شهر وأهله لا يعرفون أين ذهبوا به .. وبعد البحث وطول إنتظار ومعاناة طويلة خرج أحد المختطفين من سجن احتياطي قسم الثورة وأخبر شقيق محمد بأن أخاه في سجن قسم الثورة في صنعاء باب اليمن .. وبعد إلحاح شديد من قبل أسرة محمد وبعد شهرين ونصف من اختطافه تم زيارته لمدة خمس دقائق فقط ليبدأ أهله رحلة جديدة من المعاناة .. وبعد معاملات ووساطات عدة عند أبي فلان وأبي زعطان تم السماح بإدخال الملابس والأكل وزيارة أسبوعية .. يحكي لي محمد قصته المليئة بالرعب والألم وأنا أشعر بشعور العزة والشموخ لشاب من أنبل شباب إبواليمن ولقد كان صامد في مواجهة تلك الآلام والابتلاء .. يخبرني محمد بأن رفقاء النضال والصمود من المختطفين من بينهم العلماء والدعاة ومن يؤلف الكتب والدكاترة والصحفيين والناشطين وقادة عسكريين رفضوا الانضمام إلى مسيرتهم .. كانوا يقضون معظم وقتهم في الذكر والعبادة والرجوع إلى الله وقراءة القرآن والخلوات الربانية في تلك الزنازين القاسية .. محمد وكثيرون يجسدون أروع ملاحم الثبات والصبر في وجه الشدائد والانتصار للوطن الأرض والإنسان .. وبعد قرابة خمسة أشهر خرج محمد من سجن مليشيات الحوثي وصالح وهو لا يريد أن يفارق رفاقه ممن وصفهم برجال الصمود والثبات ورجال العلم والثقافة والإيمان .. أيقنت وأنا أتبادل الحديث مع محمد أن مليشيات الحوثي وصالح والواقع القائم لم يدركوا أنهم وهذه الأحداث والإبتلاءات تعطي لنا جيل لا يمكن أن يهزم أو يقهر مهما كانت العواصف والرياح والأزمات، جيل لا يقهر ويولد من رحم المعاناة .. سلام الله عليك يا محمد من قبل السجن ومن بعده وفي كل وقت وحين