في اليمن مثل شعبي يقول: “أشتي آكل لحم كبشي وأشتي كبشي يمشي”. يبدو أن جماعة الحوثيين وصالح تتخذ من هذا المثل شعاراً ومبدأ تسير على نهجه، فهذا المكون يشعر أنه الكل في الكل في اليمن، وأنه الحاكم بأمره، وأن وجوده في صنعاء يمنحه الحق في أن يكون هو الدولة والحكومة والجيش والأمن، وانه جاء إلى الكويت ليتكرم على الفريق الآخر بأن يمنحه فرصة المشاركة في حكم اليمن ليس إلا، متناسياً أن الفريق الحكومي والمقاومة، وبمؤازرة ومساندة التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية استطاعوا خلال هذه السنة، ومن خلال الحرب التي فرضت عليهم أن يسيطروا على 85 في المئة من اليمن بكل أطيافها وألوانها الاجتماعية، وغافلا عن أن التحالف الذي يضم 11 دولة قد حدد هدفاً واضحاً وهو انقاذ اليمن من النفوذ الإيراني، وبالتالي إنقاذ الخليج كله من الأجندة الفارسية الداعية إلى الإضرار بشعب الخليج. لقد تجاهلت جماعة الحوثي – صالح أن فريق الحكومة والمقاومة المدجج بالشرعية الدولية، حضر اجتماع الكويت في الوقت المحدد، ليس خوفاً وإنما التزاما ورغبة في إحلال السلام باليمن، وايقاف هذا الصراع، وحقن الدماء والحفاظ على الممتلكات، وكذلك احتراماً للقرارات الدولية، واستجابة لطلب مجلس الأمن، أما الفريق الآخر، فقد تردد في المجيء، وأعاق انطلاق المباحثات في موعدها، وعندما حضر مارس كل أنواع الشغب والعبث والمراهقة السياسية خلال الاجتماعات، ولم نسمع منهم خلال مفاوضات السلام الا قرقعة خلافاتهم واختلاق الأكاذيب والتبريرات الواهية لما يرتكبون من جريمة بحق الأمن والسلام في اليمن. ما يهمنا الآن إيقاف نزيف الدم وإطفاء هذه الحرائق التي تلتهم مقدرات الشعب اليمني، ولن يكون مقنعاً للعالم أن هذا الدم المسال سببه الجيش والحكومة الشرعية، ذلك أن طائرات التحالف لا تستهدف إلا الأماكن العسكرية للحوثيين فيما جماعة صالح والحوثي يقصفون بمدافعهم المدن والمناطق الآهلة بالسكان. نحن يهمنا أن يعود السلام لليمن، وأن يحل الأمن والأمان في ربوعه، وألا يكون ذلك مرتبطاً بفشل هذا أو ذاك، بل بانتصار الشعب اليمني وتحرره من ربقة الاحتلال الفارسي فلا استنساخ لنصر الله آخر، أو ضاحية جنوبية أخرى، لإثارة الفتن وتصدير العنف والمؤامرات وازعاج الجوار. نأمل ان تعود لليمن السعيد نضارته، ونقاؤه، وان ينعم أهله بالسلام، ونتمنى كما يقول أهل الخليج أن نسمع كل علم غانم عن هذه المفاوضات. أحمد الجارالله - d