أثناء قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأفتتاح مشروع تحديث مساكن غيط العنب بمحافظة الاسكندرية فى ظل خطة شاملة يحرص الرئيس المصري على سرعة تنفيذها لتطوير كافة المناطق العشوائية واستبدالها بمناطق تحتوي على منازل أمنة حضارية، قال الرئيس المصري نصا "أن الجيش مخطط له ان ينتشر فى كافة ربوع مصر خلال 6ساعات، محدش يفتكر إننا هنسبها أو نسمح إنها تضيع مننا ونضيع الناس معانا وأنا مسئول أمام الله والناس وأمام التاريخ على الدفاع عن مصر وحمايتها لآخر لحظة " وهنا علينا أن نتأمل تلك الرسالة، فبالتاكيد لم يقل الرئيس المصري ذلك الكلام من فراغ بل هى رسالة موجهة، فبالرغم من أن القوات المسلحة المصرية تستطيع الانتشار فى كافة ربوع مصر فى مدة اقل من 6ساعات وربما فى ظرف ساعتين او ثلاث بالكثير وهو ما حدث فعلا لا قولا بيوم 28يناير 2011 وقت ان ضربت الفوضى البلاد، وبيوم 30يونيو2013 وقت أن ههدت جماعة الاخوان المسلمون الشعب المصري من اي تحرك ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، الا ان كلمة 6ساعات تذكر الصهاينة بأشياء كثيرة فى 6اكتوبر1973 وكيف محى خيرا أجناد الارض اساطير الجيش الاسرائيلي الذى لا يقهر (كما روجت تل أبيب) وأيضا كلمة 6ساعات تذكر الصهاينة بصوت بطل الحرب والسلام الرئيس الشهيد انور السادات، ولان ما يتم تحضيره الان من مخططات تحاك هنا وهناك ضد مصر بالمرحلة المقبلة والتى سيكون فيها يوم 11نوفمبر القادم خطوة البداية على يد جماعات أخوان الصهاينة والاستخبارات المركزية الامريكية، فقد وجه الرئيس السيسي لهم رسالته اليوم عندما قال "أن الجيش مخطط له ان ينتشر فى كافة ربوع مصر خلال 6ساعات" أي أن مصر مستعدة لاي جولة قادمة فى ظل الحرب التى بدأت مع يناير 2011.
ولمن مثلي يحب رؤية الاحداث بغير العين المجردة ويتأمل شكل حرب الاستخبارات التى تشهدها المنطقة بشكل متسارع منذ 2003 وربما كافة خريطة المسكونة منذ 2011 ومدى حجم التحديات الامنية ودور اجهزة الاستخبارات فى الحرب الحالية، عليه ان يتأمل خطط بوتين نحو كافة اجهزة روسيا الامنية والتى سينهي تنفيذها تماما قبل ان يتقدم لانتخابات الرئاسة 2018، وحجم ونفوذ آشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي وجنرالات الاستخبارات المركزية الامريكية على كافة قرارات الولاياتالمتحدة الاخيرة خاصة بالملف السوري.
حقيقة الامر يا احبائي من المؤكد وجود سلبيات بمؤسسات الدولة المصرية ولكن فى نفس الوقت لا ننكر ان عقارب الساعة بعد 30يونيو2013 لا تعود للخلف وكل يوم مصر تتقدم خطوة للامام، ولا ننسى ان اغلب المشاكل التى تعانى منها مصر حاليا يأتى سببها الرئيسي بسبب ما أصاب قطاع السياحة وما ترتب عليه من أزمة العملات الاجنبية التى أثرت تداعياتها على كل شئ تقريبا هى فواتير تسددها مصر ثمنا لارادتها الحرة وحرصها الدائم على وحدة واستقرار كافة دول المنطقة العربية وتحركها الدائم من أجل وحدة ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتأكيدها بكافة المحافل الدولية على أن امن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر.
فادى عيد الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط [email protected]
