لايكاد يخلوا حديث أرباب السياسة في اليمن حين يتحدثون عن تهامة من ناحية الظلم الذي لحق بها من لازمة " تهامة سلة اليمن الغذائية " . نعم نسمع كثيراً هذه الكلمة وواقعها يشهد بذلك من سواحل " ميدي " غرباً إلى سواحل " حوف شرقاً . لايخلوا سوق يمني من خيرات هذه البلاد التي شاءت الأقدار أن تكون في اليمن.
ترتفع أسعار الخضار بأنواعها في موسم من المواسم اليمنية فسرعان ما تنقذ تهامة المواطن اليمني المغلوب على أمره فتقتحم الأسواق اليمني بألاف السلات الغذائية من " طماط " و " باميا " و " كوسا " و " موز " ووووووو إلى أخر مايسد به الإنسان اليمني جوع أبنائه .
تهامة الخير تعطي ولا تأخذ , تطعم ( بكسر العين ) ولا تطعم ( بفتحها ) , العيش فيها بسيط حد افتراش الأرض والتحاف السماء , أهلها يعملون ويكدحون في حر الشمس لينعم المواطن اليمني في كل أرجاء الجمهورية إلا في تهامة !!
ياللعجب : 26 مليون يمني أكلوا من خيرات تلك البلاد التي ترشد اقتصاد المواطن وتهديه خيراتها بأبخس الأثمان التي قد لاتكفي قوت أسرة تتضور جوعاً وينتظر أطفالها الموت قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .
الجوع والفاقة الذي أصاب أبناء قرية " التحيتا " بمديرية الخوخة , ليس مجرد تغير مناخي عابر وسيزول أو " أزمة وتعدي " أو " كارثة إنسانية وستذهب " بل هو اختبار من الخالق جل وعلا لنا كيمنيين " هل نحن حقاً أعطينا " تهامة حقها مقابل ما أخذنا من ذلك الحق , والكل حق الله " " هل سنقابل ذلك الدرس العظيم الذي قد يحمل في خفايا دروساً أخرى قد تلتهم قرى يمنية بأكملها .
ها هو يمر أكثر من شهرين والجوع والمرض يفتك بأبناء تهامة و " 26 مليون " لم يقدموا سوى صوراً يتناقلونها أو كلاماً عابراً يمحوه طلوع الشمس وغروبها وأنا واحد من أولئك , ولاعزاء لحالنا . حق على كل إنسان يمني أن يقدم مايستطيع ولو بقيمة كيلو " طماط " كنت تشتريه من خيرات " تهامة " . المسؤولية ليست مجرد أن نحمل حكومة معينة أو طرف بذاته أو جمعية بعينها أو رجال وتجار ومتبرعين فحسب وإن كانوا يتحملون الواجب الأكبر , إلا أن الكل مسؤول أمام ذلك لأن مصابنا في " مرزعتنا جميعاً " و " سلتنا الواحدة " .
الجميع يستطيع ذلك والكل قادر على أن يصنع تاريخاً من المؤاساة والوقوف إلى جانب من كنا واقفون على خيراته .
والله لئن تُرك أبناء تهامة أكثر مما تركوا حتى اللحظة فإن الخوف جائح أن يصيب كل إنسان استفاد من خير تهامة وسيشاهد كلاً منا أمثال تلك الحالات أمام عينه وأسرته فنندم حين لا ينفع الندم ونبكي حين لا نجد سوى البكاء !! فاللهم سلم سلم