- الحق لا يأتي دفعة واحدة، والصواب ليس بالفطرة، ومن أصاب مرة قد يخطئ مرات، ومن أخطأ مرة قد يصيب مرات، وليس فينا ولا منا ملك كريم، أو شيطان رجيم. - الوطن ملك للجميع، والجميع أبناء الوطن، يجمعنا دين واحد، وغاية واحدة، ووطن واحد، وعلم واحد، ومستقبل واحد، ومجتمع واحد، فما الذي يفرقنا إذا؟!
- سيظل اليمن زاخرا برجالاته، غنيا بهاماته، معطاءا بمخلصيه، متخما بمحبيه، حتى في زمن اﻹدعاءات والتمنيات، والتطاول والتعالي، والتفيهق والتشدق، غير أنه ليس من حق أحد وﻻ أي حزب وﻻ أي جهة كانت أن تدعي أحقيتها وملكيتها للوطنية، وتوزيع الصكوك والمركات، وإقصاء اﻵخرين كل اﻵخرين وبدون إستثناء.
- سيظل حزب المؤتمر الشعبي العام رقما صعبا في المعادلة السياسية، وزاوية مهمة في بناء اليمن الجديد،والتي بات قاب قوسين أو أدنى، ومكونا وجزءا أساسيا في المرحلة القادمة، شاء من شاء، وأبى من أبى.
- ففيه العلماء والقضاة فلا يصلح له إلا الحكمة فليست حكرا على أحد، وفيه المفكرون فلا يتناسب معه إلا الرؤى الواضحة إذ ليست خاصة بأحد، وفيه الدكاترة والجامعين فلايستقيم في حقه إلا المشاريع البناءة فليست مقصورة على أحد، وفيه رموز الثورات والتضحيات والبطولات، فﻻ يناسب في إكمال مسيرتهم إلا الولاء الخالص لهذا الوطن ومكتسباته، فيه طﻻب الجامعات والخريجين وحملة الشهادات، إذ ﻻ يتوقع منهم غير المبادرات واﻷنشطة والفعاليات.
- حرام.حرام.حرام. أن يرمي الحزب بفلذات أكباده إلى محرقة وقودها شباب كالغصون طراوة، وكالطيور طموحا، محرقة شبت لا يعلم لها نهاية ربما بانتهاء وقودها.!
- أن تكون مؤتمريا يعني أن تكون شريكا في البناء وشريكا في العطاء.
- أما آن للمؤتمر الشعبي العام أن يعود إلى طبيعته المؤسسية، إلى ميادينه من المنظمات واﻹتحادات والنقابات والمنتديات والجمعيات والمدارس والجامعات..الخ.
- أما آن للمؤتمر الشعبي العام أن يبادر ﻹنقاذ رموزه وكوادره ونخبه وشبابه وجمهوره ويحافظ على مستقبله.؟
- أما آن للمؤتمر الشعبي العام أن ينحاز إلى جيله وأعضائه وجماهيره ومؤيديه ويتخلى عن رجل مشحون بالحقد والثارات والحزازات، رجل أصبح من الماضي لم يعد له مشروع سوى اﻹنتقام من خصومه ولو على حساب الوطن ومقدراته، كل ماتبقى لديه هو ذلك البارود الذي أعده ﻹحراق البلاد وساكنيها بمن فيهم أتباع الحزب ومؤيديه.
-أما آن للمؤتمر الشعبي العام أن يفكر ولو متأخرا أنه أقحم في حرب لم يكن المعني بها هو أصلا، وسخرت كل إمكانياته وطاقاته ومقدراته ومؤسساته وشبابه في خدمة رجلين جمعتهما مشاريعهما الشخصية، والحاجة إلى تبادل خبرات القتل.
- أما آن للمؤتمر الشعبي العام أن يجمع شتاته، ويضمد جراحاته، ويرأب تصدعاته، ويرتب أوراقه ويقوم على قدميه من جديد ليفاجئ العالم بمبادرة خالدة بحل ينقذ ماتبقى من اليمن، أما آن له أن يبادر وهو أهل لهذا ويكون هو أساس الحل بعد أن كان جزءا من المشكلة.؟
- متى يدرك المؤتمريون أن الذين إتخذوهم أعداءا خير لهم من الذين تحالف معهم عفاش، متى يدركون أن الذين ينافسونهم على مقاعد المؤسسات خير لهم من الذين يزاحمونهم على كراسي البقاء، ومتى يدركون أن حملة اﻷقلام ومشاريع التنمية خير لهم من حملة مشاريع الموت..ألم يفهم المؤتمريون تلك الرسائل، ويعي تلك الدروس، ويكتفوا بحصص الموت عبر ذلك الغزل الموهوم، من خلال تلك الصفقات القذرة وتصفية الحسابات التي كان دائما ضحيتها هامات ورموز وكوادر الحزب حتى يكونوا مادة دسمة لتقرير صحفي مأجور ليس إﻻ.!! - رسالة أضعها بين يدي عقلاء الحزب وحكماؤه ومخلصيه أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا اﻷمرإلا ضحى الغد.