محمديحيى الشامي. قبل أيام قليلة شن كتاب ومحللون سياسيون محسوبون على الحكومة الشرعية، شنوا هجوما ﻻذعا على ما أسموها ب(حكومة الفنادق)، وتعالت هذه اﻷصوات منددة بغياب الحكومة وإصدار أوامرها من خارج البﻻد، وممارسة بعض مهامها من فنادق الرياض كماقالوا. لم تلبث هذه اﻷصوات طويلا حتى كان رد الحكومة مفاجئا وعاجلا، فقد قررت حزم أمتعتها والمبادرة إلى العودة سريعا إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها من هناك. مراقبون وصفوا هذه الخطوة بالناجحة وأنها تأتي في اﻹتجاه الصحيح، إذ تكمن أهمية هذه الخطوة وصوابيتها مع مافيها من مخاطرة ومجازفة في ظرف كهذا، هي أن هناك في الطرف اﻵخر من يستغل غياب الحكومة ﻹيجاد ثغرات من هنا أو هناك، وينتحل منصب رئيس الوزراء ويمارس صلاحيات الحكومة بل ويدعي الشرعية لنفسه ويدعو إلى التأييد واﻹعتراف بها ودعمها داخليا وخارجيا. قرار أقل مايمكن القول عنه هو أنه أسكت تلك اﻷصوات التي مافتئت ليل نهار تطعن في شرعية الحكومة، وتشكك في قدرتها على البقاء داخل الوطن. المضحك المبكي في اﻷمر هو أن يفاجئنا الرئيس هادي الرئيس(المؤقت) للفترة اﻹنتقالية بعودته أيضا، في حالة من اللامبالاة، دون مراعات ﻹي إعتبارات أمنية، او التفكير باﻹختلالات اﻷمنية التي تشهدها المحافظة.!!! ويبدو أن مصطلح (مؤقت) لم يعد بمفهومه العام المتداول بين الكتاب والمثقفين..ليتحول إلى مفهوم آخر وهو أن الرئيس هادي أصبح (مؤقتا) لينفجر في أي لحظة يضغط فيها علي صالح أو أي جهة داخلية كانت أم خارجية على زر التحكم في الوقت المحدد له.!! هذه الحماقة ينبغي أن تتوقف وبسرعة قبل أن ينفجر الرئيس(المؤقت) لتدخلنا شظاياه في أزمة دستورية لاتنتهي..فعودته إلى عدن وزياراته واجتماعاته وتنقلاته كما لوكان في أحد أحياء الرياض، هذه العودة يرافقها إحتمال نسبته مليون بالمائة أن هناك مليوووووووون مصيدة وشباك قد وضعت لهذا الرجل (مثار الجدل)، خاصة وأن مدينة عدن اﻵن أصبحت تعج بالمخبرين وعملاء المخابرات وأجهزتها.! يكفينا أزمات، يكفينا كوارث، يكفينا صراعات، أوقفوا الفوضى والعبثية قبل أن يقع الفأس في الرأس، ولات ساعة مندم.