عبدالله الهدلق الحرب الباردة مصطلح استخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد السوفيتي وحلفائهما خلال منتصف الاربعينيات حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، وخلال تلك الفترة، ظهرت النِّدية بين القوتين العظيمتين خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي ، وقد انخرطت القوتان في الإنفاق الكبير على الدفاع العسكري والترسانات النووية والحروب غير المباشرة باستخدام وسيط أو طرفٍ ثالث ، وصاحبت فترة الحرب الباردة عدة أزمات دولية مثل أزمة حصار برلين 1948- 1949 والحرب الكورية 1950 - 1953 وأزمة برلين عام 1961 وحرب فيتنام 1965–1975 والغزو السوفيتي لأفغانستان وخاصة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 عندها شعر العالم أنه على حافة الانجراف إلى حرب عالمية ثالثة ، وآخر أزمة حدثت خلال تدريبات قوات الناتو 1983 ، و شهدت الحرب الباردة أيضاً فترات من التهدئة عندما كانت القوتان تسعيان نحو التهدئة. كما تم تجنب المواجهات العسكرية المباشرة لأن حدوثها كان سيؤدى إلى دمار محتم لكلا الطرفين بسبب الأسلحة النووية . واقتربت الحرب الباردة من نهايتها أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. بوصول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إلى السلطة وضاعفت الولاياتالمتحدة ضغوطها السياسية والعسكرية والاقتصادية على الاتحاد السوفيتي. في النصف الثاني من الثمانينات ، ثُمَّ قدم القائد الجديد للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف مبادرتي بيريستوريكا - إصلاحات اقتصادية – وغلاسنوت – مبادرة اتباع سياسات أكثر شفافية وصراحة. لينهار الإتحاد السوفيتي عام 1991 تاركا ً الولاياتالمتحدةالأمريكية القوة العظمى الوحيدة في عالم أحادي القطب ، ويرى البعض استحالة حدوث حرب باردة بين موسكووواشنطن على الرغم من تصاعد الاتهامات المتبادلة بينهما بضرب كل منهما مصالح الأخرى مما يوحي بعودة أجواء الحرب الباردة من جديد ، لأن ما يحدث بين واشنطنوموسكو حالياً عبارة عن حرب مصالح وسايكس بيكو جديدة وتقسيم جديد للشرق الأوسط في ضوء ما أحدثته ثورات الربيع العربي من فوضى ودمار واضطراب . وفي ضوء المعطيات الاقتصادية والعسكرية فإنه لا يمكن قيام حرب بين البلدين بسبب شبكة معقدة من المصالح ، كما أن الترسانة العسكرية والنووية الهائلة ومختلف أنواع الأسلحة والصواريخ البالستية بعيدة المدى تمثل قوة ردعٍ تجعل إمكانية نشوب حرب مستحيلة؛ إذ لو حدث ذلك فسيؤدي إلى دمار وخراب يقود إلى مرحلة اللاعودة ، وما يجري حالياً بين واشنطنوموسكو ليس سوى تجييش لتحقيق توسع إستراتيجي في المنطقة ، كما أن واشنطن لا تريد خسارة نفوذها في المنطقة فهي تريد فقط توريط موسكو في حرب استنزاف طويلة المدى مثلما حدث لها في أفغانستان لتسيطر هي بعد ذلك بقواتها ومصالحها في المنطقة ، ومما يقلل من إمكانية قيام حربٍ باردةٍ بين واشنطنوموسكو على الرغم من الخلافات العميقة بينهما أن الظروف الدولية تغيرت عما كانت عليه الحال إبان عهد الاتحاد السوفياتي ، وبشأن الاتهامات المتبادلة بين واشنطنوموسكو بضرب كل منهما مصالح الأخرى فإن التصريحات الروسية تأتي ردا على اتهامات واشنطن لها بارتكاب جرائم حربٍ في سورية ، كما أنَّ تصاعد لهجتا البلدين ضد بعضهما تعود إلى خيبة أمل الجانبين من انهيار الإتفاقيات بينهما بشأن مناطق الصراع والنفوذ . وتُعَدُّ رواية ( رياح الحرب الباردة تعود ) The Spy Who Came in From the Cold التي تحوَّلت إلى مسلسلٍ جديدٍ أشهر رواية عالمية عن الجاسوسية فقد أعلنت شركة (بارامونت پيكتشرز) الأمريكية عن تعاونها مع قناتي BBC و ABC لإنتاج مسلسلٍ قصيرٍ مقتبسٍ عن تلك الرواية التي تدور أحداثها فى عام 1962 داخل ذروة الحرب الباردة حول معركة بين ضابط مخابرات بريطانى، وأحد عناصر مكافحة التجسس فى ألمانيا الشرقية، والرواية تم تحويلها إلى فيلم مسبقُا، من إخراج مارتن ريت وبطولة ريتشارد بيرتون، كلير بلوم وتعتبر أشهر رواية للجاسوسية الغربية على الرغم من أنها استخدمت وسائل منافية لقيم الديموقراطية والعدل، ولهذا التناقض اعتبرت واحدة من أفضل الروايات الجاسوسية فى التاريخ، ودخلت فى قائمة مجلة ال Time لأفضل 100 رواية على الإطلاق.