من يعتقد أن نجاح ثورة فبراير يتعلق برحيل صالح من اليمن فقط فهذا شخص إما أن يكون بدون ثورة أو أنهُ ثار بدون هدف.عندما توجهنا إلى الساحات وطُفنا اليمن من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها لم نكن نبحث عن جنسية أو إقامة لصالح في بلد أخرى. إنما كنا نبحث عن العدالةِ لتقتص لنا من هذا الحاكم الدكتاتوري الذي مأرس ضدنا أبشع أنواع صور الحكم. ليسَ من العدل أن يثور شعب لرحيل شخص دون دفع ثمن ما مضى من ظلم وبؤس وفساد وقتل وإقتتال.هذا لم يحدث في أي ثورة إطلاقاً.بيننا وبين صالح فساد 33 سنة إضافة إلى 4 سنوات من الدمار والدم.إن بقاء صالح كما هو الأن في اليمن يعني هذا أن فبراير تخطوا شيءً ف شيءً نحو العدالة نحو أخذ حق الشعب من الدكتاتور.من يعتقد أن صالح يعيش الأن حياة تحدي فهو لا يملك من العقل مثقال ذرة ومن لا يحمل من العقل مثقال ذرة فهو لا يحمل من الفهم والفكر شيء ويعيش ك جسد عقيم في ظلام وسط الرؤية الواضحة.يعيش صالح حياة لا يحسد عليها رجل لم يعد قادرًا على النوم وجه ك إمراة في شهرها الثامن من الحمل.صوت شيطان وحلة قلق لا تفارق جسده.! ثمة سبب وأحد يجعل الجميع يؤمن أن ثورة فبراير ناجحة منذ إنطلاق شرارتها الأولى هو أنها أسقط قِناع الأسد من وجهِ صالح وكشفت لنا أن ما يقف خلفَ القناع ليسَ سِوى لبوة ماكرة تعمل لحساب سياسة خارجية ماكرة.إن جميع المواقف التي ظَهر بها صالح قومياً وعربياً ورجلً ديمقراطياً جعلته ثورة فبراير يبدُ كما لو أن ذلكَ فلم على المسرح.قد لا يختلف اليوم إثنين عن كون صالح ممثل بأرع في تقمص شخصيات خيالية عديدة وهذا ربما ما تفتقر لهُ جميع مسارح الفن حول العالم.كان صالح نهاية كل سنة وفي كل عيد من أعياد الثورات اليمنية أو أعياد السنة يظهر في منصة السبعين وهو ينهق لنصف ساعة بالديمقراطية وحربهِ وبطولاتهِ ضد الإنفصاليين والإمامة.ثم ماذا حدث بعد ذلك؟إن ثورة فبراير ليست مجرد ثورة وهذا ما ينبغي على الجميع معرفته.لقد أفسدت ثورة فبراير أكبر مخطط كان يُحاك ضد المنطقة العربيةككل مستهدفًا مكة والمدينة بمساعدة أيدي داخلية حاكمة ؛ولولا أن الثورة أشعلت شرارتها لكانت المنطقة العربية تحت أمر وتصرف ملالي.
يكفي فبراير أنهاجعلت من صالح مخلوعًا عالمياً خلال أشهر بسيطة وهذا مالا يمكن لأحد تخيله.وتعد الثورة الأولى التي حققت تَغيُرين إثنين في آن وأحد الأول أن نزعت منه السلطة والثاني أن نزعت منه الإسم.إن فبراير ليستْ مجرد ثورة ؛ إنها قيامةٌ في الدنيا أعلنها الإنسان اليمني الحر في الأرض لمحاسبة فرعون القرن الواحد والعشرين .