مساء اليوم كان يحدثني صديقي بمرارة والم ... قال انه حمل بعض ادوات المطبخ الى حراج الصافية لبيعهم حتى يتمكن من شراء ما يسد رمق جوع اسرته. كان صديقي يعمل استاذا في مدرسة خاصة .. لكن تلك المدرسة اغلقت ابوابها بعد تفاقم الازمة الاقتصادية حاول جاهدا البحث عن عمل بديل لكنه فشل وخاب .. ولم يبقى امامه سوى باب الملك التواب. اقسم انه منذ اشهر وهو يجبر اطفاله على النوم من بعد صلاة المغرب مباشرة حتى يوفر وجبة العشاء .. واقسم ايضا انه لم يتناول في وجبة الفطور سوى الشاي والروتي منذ اشهر . في الوقت الذي كان صديقي يشكو جوعة هو واسرته كان الزعيم المبجل صالح على قناته الفضائية يلقي خطاب الحرب ويتوعد السعودية بمزيدا من الصواريخ ويبشر الشعب انه مازال يملك مخزون استراتيجي للسلاح . بدا الزعيم مغتاظ جدا من اعلان السعودية دعمها اعادة اعمار اليمن ب10 مليار .. ونفسه تحدثه انه من غير المعقول ان تصل تلك المساعدات لطرف غير الزعيم .. الزعيم صاحب الامانة والشهامة .. كيف لا وهو الذي انشأت الدول المانحة في عهدة صندوق لدعم اليمن ثم اتهمته بعدها بأنه "قربة مخزوقة" ليس الزعيم قربة مخزوقة .. حاشا ان نقول على شيخ سنحان مثل هذا .. المخزوق هو المواطن الذي مازال يسبح بحمدة حتى اليوم باعتبارة صانع المنجزات. قبل ايام اعلنت لجنة تابعة للامم المتحدة عن قيام شركتان تتبع الزعيم بتحويل 58مليون و148الف دولار الى حساب نجله "خالد". في المقابل كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون بحزن صورة لمرأة مسكينة سقطت من الجوع بجوار كومة قمامة. لا يهم كل هذا لا يهم ان يصبح غالبية الشعب يبحث عن لقمة العيش في المساجد وعند مقالب النفايات لا يهم ان يتحول عميد في جامعة ذمار الى بائع شام ليسد جوع اسرته لايهم ان يخرج دكتور برفقة زوجته ويبيع البطاط في صندوق سيارته بعد ان فقد مصدر رزقة. مجاعة في الحديدة ... وثلاث مديريات في محافظة اب .. وماخفي كان أعظم 1.4مليون طفل مهددين بالموت الوشيك بسبب المجاعة بحسب تقرير منظمة رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف ) لا يهم كل هذا ... المهم مازال الزعيم يملك صواريخ وقادرا على مواصلة الانقلاب والحرب برفقة سيد الولاعة.. المهم ان خالد وعمار بخير واحمد بصحة وعافية في الامارات. المهم ان علاقة يحيى ومريام فارس مازالت متينة ولم تتأثر بالحرب. المهم ان مدن الزعيم السكنية في دبي لن تصلها صواريخ التحالف.