عبدالله الهدلق السجالُ العنيفُ والتراشق اللفظي والتهكم الذي تعالى بين النائبين صفاء الهاشم ومحمد هايف خلال جلسة 2017/3/28 م على خلفية الرسالة التي وجهتها صفاء إلى رئاسة المجلس تشتكي فيها من التصرفات المشينة والتجاوزات المسيئة والتعدي اللفظي الذي بدر ضدها من هايف خلال اجتماع لجنة دراسة الظواهر السلبية ووصفه لها بالمتعطرة والمسترجلة ! ، كل ذلك أعاد إلى الأذهان المكانة الحقيقية للمرأة في الإسلام مصداقاً لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن النساء (ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) وهذا الحديث النبوي الشريف تنويرٌ في مواجهة ظلامية الرجعيين المتشددين ، وعادت قضية الإرهاب الفكري القمعي، الذي تمارسه التيارات التكفيرية والإخوانية المجرمة المستترة بالدين والجماعات الأصولية المتطرفة ، لتصبح العنوان العريض والشغل الشاغل للمثقفين التقدميين الديمقراطيين ودعاة والحرية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان . ويوم بعد يوم، وعام بعد عام، تتزايد جهالات التطرف الديني والفتنة الطائفية، ويتصاعد العنف السياسي والإرهاب المستتر بالدين والممارسات الظلامية العدائية ضد الفكر التنويري والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والمرأة على وجه الخصوص وضد رموزه من رجالات الثقافة والفلسفة والنهضة والمعرفة والإصلاح والعقلانية، وتتزايد الأعمال الغوغائية التي تنفذها وتشارك فيها قوى الجهالة والتخلف والظلام، وغلاة التعصب المستترين بعباءة الدين ، الذين يغطون جهلهم بالجلابيب القصيرة ويخفون إرهابهم باللحى الطويلة ويمارسون العنف اللفظي لفرض آرائهم ومعتقداتهم الخاطئة ، لأن الفكر المتحرر العظيم بنزعته الإنسانية ورؤيته التقدمية وفق مبادئ الحرية والعدالة وحقوق الإنسان يزعجهم ويغضبهم ويؤرقهم. ولا شك أنَّ تلك الجهالات الأصولية الرجعية تريد، بأفكارها ومعتقداتها ومفاهيمها وآرائها المستترة بالدين والمتشددة والمتعصبة والمنغلقة وممارساتها القمعية، تغييب العقل والوعي، ووأد ومحاصرة التنوير الفكري الحر ، وإزاحة العقلانية من فضاء حياتنا العامة، وتسييد الجهل، وإغراقنا في الظلامية المستترة بالدين وإعادتنا إلى عصور الجاهلية وأزمنة التخلف وكهوف الرجعية ودياجير الظلام الفكري والديني ، وإننا ندعو كل القوى المؤيدة للمجتمع المدني وللديمقراطية والاستنارة والحرية والعدالة والرافضة للدولة الدينية والتفرقة الطائفية، لتوحيد جهودها ومعاركها الفكرية الحضارية بهدف إنقاذ أوطاننا وشبابنا من براثن الإرهاب الأصولي المستتر بالدين ومن الأخطار المحدقة التي تحيق بشعوبنا المتطلعة نحو أفق الحرية والعدالة والمساواة فقد آن الأوان لمواجهة حقيقية شاملة ذات مستوى شعبي وجماهيري للوقوف أمام الخطر القادم، سياسياً وفكرياً وشعبياً، قبل أن يجرفنا طوفان الظلامية وتحرقنا نيران الأصولية الرجعية المستترة بالدين .