سبق أن تحدثنا عن الوافدين في الكويت وبيَنا مدى الحاجة إليهم وعدم الاستغناء عنهم في الوقت الحاضر في كل قطاع عام وخاص خاصة في كل منزل وفي الأماكن المتفرقة في أنحاء البلاد ولا نريد أن نكرر ما قلناه لأنه معروف للجميع . وحديثنا عن ما يتداول هذه الأيام في المجتمع الكويتي وفي الإعلام المحلي والتصريحات والتعليقات والانتقادات والمقابلات بالاستغناء عن الوافدين بصورة عامة بدون أن تبينون أسباب الاستغناء عنهم والبديل عنهم برسم خريطة تفصيلية بالأسباب والإحصاءات والتزايد في جلب الوافدين الذين نراهم يعملون في جميع القطاعات . إن الوافدين يا أحبائي الذين يكثر الحديث عنهم والاستغناء عنهم لم يأتوا بمحض إرادتهم وإنما أنتم الذين سعيتم لإحضارهم ليعملوا عندكم بأجر مقابل عمل تقفون بالطوابير لتجديد إقامتهم وإجازة قيادة سيارتكم وتعالجوهم في المستشفيات ويستقبل البعض منكم في المطار الوافدين حاملين بأيديكم فيز دخولهم إلى البلاد والابتسامات والترحيب بهم عندما يصلون إلى أرض المطار وتفرحون بقدومهم وإذا تأخرت الطائرة بالوصول انشغل بالكم خوفاً ألا يحضروا ويغيروا رأيهم وتظل منازلكم بدون وافدين يخدمونكم . كما أنه لا يوجد منزل في الكويت إلا نادراً جداً لظروف خاصة لا يوجد بها من وافد واحد إلى عشرات الوافدين وتقولون ما نبي وافدين . إن جميع دول العالم فيها وافدين ليسوا مقيمين وإنما يعملون فيها ولم نسمع أن اشتكت تلك الدول من الوافدين فيها ما داموا لا يخالفون قوانين بلدانهم ويطبقون قراراتها وقوانينها ومنهم يعتبرونهم مكملين للأعمال التي يقوم بها مواطنيهم. والكلام سهل والتصريحات الإعلامية أسهل في الحديث عن الاستغناء عن الوافدين مع أن الذين يتحدثون عن الوافدين ولا يبونهم في بلدهم منازلهم متروسة بالوافدين يعيشون معهم كأحد أفراد أسرهم وتأخذونهم معكم في رحلاتكم السياحية وأحياناً بالدرجة الأولى معكم مع أطفالكم وخلونا من الكلام والهذرة الكلامية الكويتية التي لا معنى لها وحافظوا على العلاقة الطيبة مع الوافدين لأنهم بشر مثلنا يتأثرون بأحاديثكم وكلامكم الذي يضيق خلقهم ويقلل من الأعمال التي يقومون بها لكم . وأما إذا كانوا جمعوا ثروات من المال وأي ثروات جمعوها بعض المساكين بالراتب المتدني ويرسلونها إلى بلدانهم فهي شيء طبيعي لديهم عائلات وأبناء يصرفون عليهم فيما يدرسونهم ويعالجونهم ويزوجونهم وتوفير مساكن لهم وكل ذلك بعرق جبينهم بالعمل عندكم فلماذا تستغربون من كل ذلك وتحسدوهم وتغاروا عليهم من جمع أموال رواتبهم الشهرية التي يدخرونها لإرسالها إلى بلدانهم والبعض لا يستلم راتبه الشهري إلا بعد شق الأنفس بعد شهور من العمل بدون راتب الله يهديكم يا من تتحدثون عن الوافدين وتقولون ما نبيهم في بلدنا وخلاص ما تبونهم الغوا إقامتهم وخلوهم يسافرون مع أن البعض منكم لا يعطوهم تذاكر سفرهم ويذهبون إلى المطار بالباص أو التاكسي وليس بسياراتكم وخلوهم يسافرون بكرامتهم معززين مكرمين فأنتم محتاجين لهم وأنتم أحضرتموهم واشوي اشوي على أشقائنا وأصدقائنا الوافدين من الدول الشقيقة والصديقة وخففوا انتقادكم ومطالباتكم بترحيلهم لأنكم بدونهم ستعيشون في فراغ وجمود في البلد وكل شيء سيتوقف عن العمل بما في ذلك العمل في منازلكم وخير مثال على ذلك شهور الغزو العراقي على بلدنا الغالي عندما وجدنا أنفسنا نعيش بدون وافدين إلا القليلين الأوفياء الصادقين الذين بقوا معنا لحسن معاملتنا معهم ليردوا جزءا من الجميل لحسن معاملتنا لهم . وأما البعض منهم المغادرين فلا تلومونهم ونجد العذر لهم لأنهم كيف يبقون في البلد بدون عمل وبدون راتب شهري لذلك تركوا البلد وسافروا . آخر الكلام : فهل نعي الدرس يا أحبائي الأعزاء ونتوقف عن الأحاديث التي لا معنى لها ولا توكل عيش وإنما مع الخيل يا شقرا ما نبي وافدين ما نبي وافدين واللي ما يبي وافدين يتخلص من الذين يعملون عنده بكرامتهم بفكهم من الحنة والرنة عليهم كأنكم أصحاب فضل عليهم مع أنهم يعملون بعرق جبينهم لكسب رزقهم سواء في المنازل أو الشركات أو المصانع أو المستشفيات أو البنوك أو المدارس أو الجامعات أو مراكز الطوارئ مثل الكهرباء والماء والإطفاء والمطاعم إلى جانب بناء الشوارع والطرقات وتنظيف الشوارع والأحياء وتوصيل الوجبات السريعة التي تطلبونها إلى جانب كل ذلك العمل في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وتوصيل أولادكم لمدارسهم وجامعاتهم . يبقى استفسار عن فرض ضريبة على الوافدين بتحويل أموالهم إلى بلدانهم هل تشمل خدم المنازل الذين يأخذ البعض منهم سبعين دينار بالشهر وكذلك العاملين بتنظيف شوارعنا وأحيائنا فهذا مجرد استفسار ولا نريد أن ندخل بالتفاصيل وآسف لأنني دوخت رأسكم . وسلامتكم .