التفجيرات الإرهابية التي تستهدف مدناً سعودية عدة، خاصة في الأشهر الأخيرة، تشير إلى أن مخططات إشعال الحرائق في المملكة لم، ولن تتوقف، وقد تزايدت مخاطر هذه المخططات الإجرامية لتشمل، إضافة إلى العمليات الإرهابية، الجوانب السياسية، كتلك الدعوات التي خرجت في الفترة الماضية، وتدعو إلى تسييس الحج وتدويله، تحت حجج وتبريرات واهية. ومن اللافت ، تطابق موقف قطر مع الموقف الإيراني الداعي إلى «تسييس الحج»، من استغلال الموسم هذا العام لإبداء المواقف السياسية حول الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة، وقضية فلسطين. المرشد الإيراني علي خامنئي وخلال استقباله قبل أيام لعدد من المسؤولين الإيرانيين المعنيين بشؤون الحج، قال إن ذلك، ويقصد الحج، يتضمن أكبر فرصة اجتماعية لإبداء الاحتجاجات بشأن نصرة الأمة الإسلامية». ويتساءل خامنئي: أين تجد الأمة الإسلامية فرصة أفضل من الحج يمكنها من خلالها إبداء احتجاجها بشأن انتهاك المسجد الأقصى؟ وما هو أفضل مكان لإبداء الموقف بشأن التواجد الأمريكي المثير للشر في المنطقة؟ وهو نفسه يجيب بالقول إن «الحج هو أفضل مكان لذلك». لا يحتاج الأمر إلى عمق تفكير ليدرك المراقب أن مخططات قطروإيران تسير جنباً إلى جنب، والهدف الواضح منها هو استهداف المملكة العربية السعودية، سياسياً واقتصادياً.. ودينياً أيضاً، والتطابق في مواقف البلدين، الذي تجسد في التعاون الذي برز خلال الأزمة الأخيرة مع قطر، دليل على أن البلدين اختارا الهدف، ويعملان على تحقيقه. لا تكل إيران ولا قطر عن لعب دور تحريضي ضد المملكة العربية السعودية، فتحت أنظارهما تجري تنفيذ عمليات إرهابية في عدد من المناطق في المملكة، ومن بينها محافظة القطيف، وبلدة العوامية، حيث تلقى مثل هذه العمليات تغطية واسعة من قبل قناة «الجزيرة» والوسائل الإعلامية التابعة لإيران. إثارة النعرات الدينية داخل السعودية، هدف لقطروإيران معاً، وقد تزايدت وتيرة الهجمات الإرهابية التي تستهدف القطيف وغيرها في العامين الجاري، والماضي، حيث أماطت السلطات الأمنية اللثام مؤخراً عن مخازن أسلحة تم العثور عليها في بعض الأحياء القديمة في القطيف والعوامية، بهدف استخدامها ضد قوات الأمن، والأكثر من ذلك أن الكثير من الذين يقومون بهذه العمليات تلقوا تدريبات في خارج البلاد، ما يؤشر إلى وجود مخطط كبير يستهدف الإضرار بالمملكة، وأمنها، وسلامها الداخلي. وبحسب مؤشرات الداخلية السعودية؛ فإن خلية العوامية، على سبيل المثال، تعد واحدة من أخطر الخلايا التي نفذت عمليات إرهابية داخل المملكة، متفوقة على تنظيم «داعش» الذي نفذ هو الآخر عمليات إرهابية في مناطق أخرى من البلاد، وقد ازدادت العمليات الإرهابية خلال الأسابيع القليلة الماضية مع اقتراب موسم الحج، والهدف بالطبع الإساءة إلى المملكة، والتشكيك في قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية في مختلف مناطقها، وبالتالي إعطاء مبرر للداعين إلى تدويل الحج واتخاذه ذريعة للهجوم على المواقف السياسية للمملكة، وهو ما تجلى مؤخراً من مواقف تبنتها قطر، وظهرت بمثابة صدى للمواقف الإيرانية التي تعمل لمثل هذه القضية منذ مدة طويلة. كلمة صحيفة "الخليج" الإماراتية لعدد اليوم الجمعة 8/ أغسطس/2017