لم يتوقف أنين الطفلة سارة ونزيفها الداخلي وهي ملقاة على سرير غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات مدينة ذمار الخاصة، لكن مآقي والدتها الأرملة جفت وهي تسقي ساعات الليل والنهار بدموعها الجارفة بعد أن توالت النكبات على أسرتها التي لا معيل لها. قبل بضعة أشهر خرج زيد احمد محسن، والد سارة، باحثاً عن رزق أطفاله بدراجته النارية ككل يوم لكن الموت لم يسمح له بالعودة حاملاً علب الفول وجرامات السكر والخضار، بل محمولاً على السواعد بعد أن اختطف روحه حادث مروري، ليترك صغاره "على كف الرحمن". أبيضت عينا أم سارة من الحزن، بعد أن تكالبت عليها الظروف، كما هو الحال في كل بيت يمني تهدده الحرب ويسيطر عليه الجوع والمرض، وتعاظمت محنتها يوم فقدت زوجها، وهي ترى صغارها يتضورن جوعا لا يدفعه عنهم إلا خير المتصدقين، وليت الأمر انتهى هنا فقد كانت الأيام تخفي لها كارثة جديدة وغير متوقعة. صعدت سارة ذات التسعة أعوام، قبل أيام، إلى سطح منزلهم المبني منذ أكثر من نصف قرن، في قرية سوق الثلوث بمديرية السدة التابعة لمحافظة إب، لتجمع ملابس أشقائها، فسقطت من الدور الثاني لتتهشم عظامها وتصاب بعدة كسور خطيرة، وعند اسعافها عجزت المستشفيات الحكومية في المنطقة أن تعالج حالتها فحولت فوراً إلى مستشفى دار الشفاء الخاص بمدينة ذمار. وصلت الطفلة التي كادت أن تفارق حياتها وهي في الطريق إلى المستشفى لتدخل غرفة العناية المركزة، وخلال أيام معدودة استلمت الأم المكلومة على زوجها والمفجوعة بطفلتها فاتورة أولية بأكثر من خمسمائة ألف ريال، كادت أن تفقدها وعيها، فهي وكل أبناء قريتها مجتمعين لا يستطيعون جمع هذا المبلغ الكبير. ورغم ذلك فقد بادر فاعلو الخير من أهل القرية وجمعوا ما استطاعوا عليه، لكن المبلغ الذي جمع لم يغط 5% من إجمالي الفاتورة، التي ماتزال مفتوحة لأن سارة هي الأخرى ماتزال في غرفة العناية المركزة، وهو الأمر الذي يتطلب مبالغ إضافية قد تتضاعف حتى موعد خروجها بإذن الله. والدة سارة تخشى الآن أن تتحول طفلتها إلى حبيسة غرف المستشفى لعجزها عن سداد فواتير العلاج الباهظة، بل ولعجزها حتى عن إطعام صغارها، وتتضاعف مخاوفها بعد أن علمت أن المستشفيات الخاصة تحتجز بعض المرضى رغم شفائهم حتى سداد تكاليف العلاج. تتضرع والدة سارة إلى الله أن يمن على طفلتها بالشفاء، وتنتظر مبادرة فاعلي الخير لإنقاذها وصغارها من هذه المحنة، ولا تشترط أن تسلم لها المبالغ نقداً بل أن الإمكان توريدها إلى حساب المستشفى لمن أراد ذلك، ونحن على ثقة أن القلوب ماتزال مليئة بالرحمة وأن الأيدي البيضاء ستمتد لإنقاذ حياة سارة وإخراج أسرتها مما هي فيه. للتواصل: 00967777491327