لم يعد هناك شيا في العيد، يمكنه 0ن يفرح اطفال اليوم، لاملابس جديدة ولاعيدية، ولا حلوى. في زماننا كان لملابس العيد رائحة مميزة، تفوح منها السعادة المنقطعة النظير، وللكعك البلدي مذاق اخر لايضاهيه اي جاتوهات العالم، وذاك المليم ابو عسل والشوكليت، فقد كانا الذ طعما من الشوكلاته الجالكسي. اما الخضاب فيحتاج الي منشور لراسه، ف0ول ماتبد0 المخضبة بعمل الخط الاول علي يد احدنا ، والذي كان يتم عبر شوكة تاخذ من اشجار الشوك، التي كانت حينها تتواجد جوار المنازل بكثره ، حتى لاتكاد الفرحة تتسع ذاك المكان المزدحم بعدد كبير من بنات الحارة.، كل واحده منا تنتظر دورها لتجلس امام المنقشه، لتزسم السعادة علي يدها الصغيرة. اما ليلة العيد فما كان اطولها، وك0ن الصباح قد اصابه الشلل، ولابد من ان نستيقض عدة مرات، محتضنين ملابسنا الجديدة، لتشرق شمسه. وياتي الصباح بعد ان اعايانا الانتظار، وتبدا امي حفظها الله في الباسنا ملابس العيد، نتمنى ساعتها لو امي عندها اليد السحريه لتلبسنا جميعا في ثواني، لكن امي حتى وان امتلكت تلك اليد، فلن تستطيع فعل ذلك لثمان بنات وستة اولاد. . ماان تنتهي امي من هذا العمل الشاق حتى تبد0 روائح البخور وعطر الكولنيا يملئ ارجاء منزلنا، ويعلن الوالد رحمه الله عن بدء المرحلة الاجمل، وهي الخروج لزيارة بيت جدي وبيوت عماتي. نتسابق لصعود سيارتنا، والتي تبدوا هي ايضا جميلة ومميزة في دلك اليوم. وبعد الانتهاء من الزيارات التي تستمر الي الظهر، نرجع الي البيت بنشاط مضاعف، فكل واحده منا نحن البنات تحرص على اعادة ترتيب هندامها وتمشيط شعرها، فهناك جولة بعد العصر تنتظرنا، حيث الاستعراض الاهم. ف0مام البيوت القريبة من بعض ستجتمع بنات الحارة. ملابسي هي الاجمل. تسريحة شعري هي الاحدث. النقش في يدي اكثر اتقانا، والاكثر سوادا. هذا لسان حال كل البنات، والويل للبنت التي نامت وجعلت يدها على خدها، لتصحوا وقد طبع النقش علي وجهها. المسكينه لاتدري اين تخفي وجهها، فاالبنات لن يرحمنها من التعليقات الساخرة والتي تقلل من جمالها. وياتي المغرب وقد (الله مايسالنا ذنب)، نذهب للفراش كالميتين جسدا، اما الروح فقد امتلئت بالسعادة التي تظل ترافقنا حتى موعد العيد القادم. * العنوان من اختيار المحرر