كثير من الموظفين الحكوميين، في صنعاء والمدن والمديريات غير المحرَّرة، يشتغلوا بلاش مع مليشيات الحوثي! يَبَكِّرُوا من صباح الصبح إلى وظائفهم، ويقوموا بأعمالهم، مجاناً، أو بفتات؛ 500 ريال بدل مواصلات يومية. ورغم ذلك، يذهبوا كل صباح إلى وظائفهم للعمل كسخرة! البعض يخشى أن تفصله المليشيات من وظيفته، والبعض الآخر لديه قابلية ذاتية للعبودية والانسحاق. والغالبية يفتقدون للموقف الأخلاقي، واعتادوا الرضوخ لكل "سلطة" والتماهي معها، حتى لو كانت مكونة من اللصوص والقَتَلَة وقُطّاع الطرق. والنتيجة فادحة: على المستوى الفردي، يفقد الموظف/ الإنسان احترامه لنفسه، وتصبح الضِّعَة والدناءة جزء أصيل من شخصيته، ويتطبّع بطباع وقيم العبودية. وعلى المستوى المجتمعي، يتم، بالتدريج، تعميم الرضوخ الذاتي، الانسحاق الفردي، ليكونا ثقافة عامة وطريقة حياة مقبولة على المستوى الاجتماعي والأخلاقي. وبذلك يُسْلَب المجتمع الحد الأدنى من القيم الناظمة لحياته وحركته، وتصبح "العبودية المختارة" حالة عامة. في ظل حكم المليشيات الحوثية، لم تَعُد هناك دولة، أو وظيفة عامة. مع ذلك فأغلب الموظفين الحكوميين يواصلون العمل المجاني في خدمة هذه المليشيات؛ خوفاً من أن يفقدوا وظائفهم (إحلال حوثيين بدلاء عنهم). لهؤلاء نقول: ليس لديكم ما تخسرونه سوى الأغلال التي تنتهك إنسانيتكم. وفي ظل عجز وفشل "الشرعية"، صار على اليمنيين، كمجتمع، الثورة المسلحة على هيمنة مليشيات الحوثي.