في ليبيا العرب حرب إقليمية وشيكة، مالم تتدخل الديبلوماسية الدولية. يعتقد أردوغان أن تدخله العسكري سيمر بسلام، على غرار تجربته مع قطر يوم دخل بقوات تركية وسكت العرب. ليبيا ليست الدوحة، وضع مختلف كليا. أولاً: الدائرة العربية ستتسع، خاصةً جيرانها، مصر، الجزائر، تونس. هي بالنسبة لهم قضية أمن قومي ومحور السعودية لديهم ثارات معه، والدائرة الدولية ايضاً، فرنسا، ألمانيا، روسيا، اليونان، إتحاد أوربي وافريقي. فرنسا أصلاً متحسسة من تركيا، وروسيا لن تترك ليبيا لها بعد خطأ 2011. ثانياً القبائل الليبية من أشرس العرب، وقد نرى نعوش تركية تذكّره بماضي اليمن، ماشأنه بصراع سلطوي؟ حكومة فاشلة وجيش وبرلمان ضدها، لماذا ينحاز لطرف؟ لو لم تكن حكومة إخوانية لما دخل مطلقا، فهل البعد الطائفي يشرعن التدخل؟! لو كان إنسانياً لحماية فئة مضطهدة لكان الروهينغا وفلسطين أولى من السَرّاج، ولو كانت حكومة معترف بها دوليا لماذا لا تلجأ للأمم المتحدة وتطالب بقوات حفظ السلام؟ أو لديها جامعة عربية، معنية بتسوية الصراع طالما شأن عربي، ما شأن تركيا؟ يتحجج فقط بأنه تدخل بطلب من حكومة منتخبة ومعترف بها لا ياشيخ. إذن هذا هو سبب دعم أردوغان لأحزابنا الإسلامية وأهمية وصولها للسلطة، لا لشيء؛ إلا لتضمن له مشروعية التدخل بالقوة في بلدانها، بحجة أنها منتخبة. بقفزها عسكرياً إلى سوريا وليبيا لحماية الإخوان نزعت تركيا آخر أوراق التوت، وكشفت أن 2011 لم يكن لا ربيع عربي ولا "عبري"، بل ربيع "تركي" بامتياز. والهدف انكشف باتفاق التنقيب مع السرّاج، لا ديمقراطية ولا إسلام ولا بطيخ، مجرد استغلال للسذج، تمهيداً لعودة هيمنة قديمة تتحكم بثروات عربية ومتوسطية! فهل طمعاً في سلطة مستلبة تسلمون سيادة بلدانكم لامبراطوريات جائعة؟ هل من صحوة كرامة تنهي عقدة التبعية؟!