نشبت خلافات حوثية بينية في العاصمة صنعاء، اليوم السبت، بين الجناح المتشدد والذي يطلق على المقاتلين وجناح الصقور من أبناء محافظة صعدة والجناح المعتدل والذي يطلق عليه إعلاميا إسم " جناح الطيرمانات " والذي يشغل غالبية المناصب في الدولة كونه كان جزء من النظام السابق للرئيس السابق علي عبد الله صالح؛ وفقا لمصادر مقربة من قيادات المليشيا. وقالت المصادر ل"المشهد اليمني" أن الجناح المعتدل والذي يتزعمه حمود عباد ويشغل أمين العاصمة في حكومة المليشيا غير المعترف بها، رفض اقتراحات تغيير معالم والون جامع الصالح كونه سيعرض الجامع للتشوية والذي تم بنائه في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأشرف صالح بنفسه على اختيار تصاميمه الهندسية والتي أختار نموذجين هندسيين وتم دمجها في إطار نموذج واحد، الأول تم فيه الاحتفاظ بالتراث اليمني في مآذن المسجد الست والتي تم بنائها من الطوب الأحمر والذي يطلق عليها محليا إسم "الياجور" والنموذج الثاني في المسجد والذي تم فيه إدخال التصاميم الحديثة في الهيكل العام للمسجد والذي تم استخراج حجارة باللونين الأسود والأبيض من الرخام وتم تجميعها وتوريدها من أكثر من منطقة . وأشارت المصادر الى أن الجناح المتشدد والذي يسيطر عليه قيادات حوثية أثنى عشرية تدربت في إيران يحاول تغيير لون المآذن لمسجد الصالح الى اللون الأخضر لكنه تم رفض الفكرة كون الحوثيين غير قادرين على جلب رافعات كبيرة حتى تتمكن من تغيير اللون في هذه المآذن الست الشاهقة والتي تحيط ببناء المسجد والذي يتربع منطقة السبعين في قلب العاصمة صنعاء ويحسب كمنجز تاريخي للرئيس السابق وهو ما يتطلب جلب رافعات كبيرة. وأكدت المصادر بأن الحوثيين المعتدلين حملوا قيادات صعدة المسؤولية كونها ستقوم بتغيير لون قباب المسجد دون قدرتها على تغيير لون المآذن وهو ما يترتب عليه من تشويه للمنظر الجمالي للمسجد وبما ينعكس سلبا على صورة الحوثيين المشوهة عند اليمنيين وخاصة في مناطق سيطرة المليشيا . ولفتت المصادر الى أن الحوثيين اقتنعوا بحل وسط قدمه وزير الداخلية بحكومتها غير المعترف بها، تمثل في الاكتفاء بالمصابيح والإضاءة الخضراء لتغطية المسجد باللون الأخضر دون العبث بمعالم المسجد وهو ما تم بالفعل مع السماح للقيادات الحوثية الأخرى بالعبث ببقية المساجد الأخرى الصغيرة وخاصة في القرى . وكانت المليشيا الحوثية، أحالت جامع الصالح - والذي يعد أكبر جامع في اليمن إلى مسرح لعرض الخطابات الخاصة بالحوثيين بعد أن نصبوا شاشة عرض كبيرة في القبلة الخاصة بالمسجد تم خلالها بث كلمات زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي والزموا موظفي الدولة بالحضورللاستماع لهذه الكلمات خلال احتفاء المليشيا بالمولد النبوي والذي سيحل علينا يوم الخميس القادم لكن المليشيا تحتفل به منذ أكثر من عشرين يوم بهدف استخدامه للتحشيد والتجنيد بإسم الرسول . جدير بالذكر أن الحوثيين حاولوا طمس تاريخ الرئيس صالح بتزوير الحقائق حتى وصل بهم الأمر إلى تغيير إسم جامع الصالح إلى ما اسموه جامع "الشعب" بينما صالح لم يقوم بتغيير إسم أي مسجد خلال فترة حكمة ال33 سنة حيث بقيت أسماء هذه الجوامع على حالها كجامع الهادي وقبة المتوكل وجامع المهدي وغيرها من أسماء الأئمة رغم اذاقتهم لليمنيين الويل.
