مبعوث أممي جديد لليمن ، ومرحلة أخرى من المقاربات والمحاولات لإيقاف الحرب وحل المشكلة. كل المبعوثين السابقين لخصوا مهماتهم بتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية للجلوس في حوار . وفي الوقت نفسه لم يستطع أي منهم تقديم مقترح لخارطة طريق حقيقية لحل الأزمة. تجاوزت الأزمة اليمنية عملية التنظير لأدبيات الحوار إلى خطوات أممية ودولية ضاغطة لإنهاء الانقلاب والانخراط في عملية سياسية شاملة. سبق أن قامت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بهذا النوع من التدخل والتأثير في حالات وأزمات في مناطق أخرى تكللت بالنجاح. سبع سنوات من الحرب وتفاقم الأزمة في اليمن وما صاحب ذلك من المآسي والضحايا ، برهان كاف للتعاطي الدولي والإقليمي الخاطئ مع هذه الأزمة. ما من مسمى يليق بالاستمرار بهذا الخطأ وعدم تصحيحه سوى الشراكة والمساهمة المباشرة بتفاقم الأزمة وتعميق معاناة اليمن واليمنيين. ينبغي أن تتجاوز مواقف الشرعية وقواها السياسية عملية الترحيب بالمبعوث الأممي ، إلى مطالبته بتقديم خطة واضحة للعمل واليته للتعاطي مع الأزمة، وإلا سيستمر الخلل المتمثل بالارتجال وردات المواقف التي لم تفض إلا أي مخرجات للحل. وظيفة التيسير في قاعات مؤتمر الحوار الوطني التي بدأ بها جمال بن عمر وظيفته ، امتدت لما بعد الحوار وغلبت على منهجية جميع المبعوثين من بعده ، في حين تحتاج الحالة اليمنية إلى موقف أقوى وأكثر فاعلية من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي.