يمثل الإعتراف بالواقع الجديد في أفغانستان أحد أبرز التحديات التي تواجه الحركة الآن، ويبدو أن المجتمع الدولي بدأ يتناغم مع الواقع الجديد، قدم منذ يوم أمس حزمة شروط لتنفذها الحركة (إعتراف مشروط)، تمهيداً للدخول في مرحلة الإعتراف الصريح. فضلاً عن تحدي آخر ستواجهه الحركة في الداخل، هو الجيل الجديد من الشباب الأفغاني الذي ولد بعد عام 2001، كيف سيتفاعل مع النظام الذي تحاول الحركة تأسيسه في أفغانستان، خصوصاً وإنه خضع خلال الفترة الماضية لعملية أدلجة ثقافية وإجتماعية وحتى سياسية مغايرة لثقافة الحركة. هناك صراع بدأت تواجهه الحركة من داخل أفغانستان، متمثل بصعود نجم نجل الرئيس الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود، ودعوته لتبني خيار المواجهة المسلحة ضد الحركة. إلى جانب صراع إقليمي متمثل بمخاوف دول مثل الصينوروسياوإيران، من إمكانية أن يؤسس الوضع الجديد للحركة مع حركات أخرى مناوئة لها تحدي خطير مثل؛ تنظيم القاعدة والحركة الإسلامية لأوزبكستان وكتيبة الإمام البخاري والحزب الإسلامي التركستاني. إلى جانب ذلك تعارض روسيا حتى اللحظة الإعتراف بالوضع الجديد، وتعتبر أن حركة المقاومة ضد طالبان لا زالت مستمرة، وهو ما يؤشر لتصعيد خطير في أفغانستان مستقبلاً عبر دعم الحلفاء. وبهذا المعنى، فإن الأحداث في أفغانستان قد تمنح واشنطن وبكين دافعاً مشتركاً للتصدي بشكل منسق لتهديد العمليات الجهادية الخارجية، وتتمتع أفغانستان بتاريخ حافل بتجنيد المقاتلين الأجانب، وتحديداً القاعدة. أنتج صعود طالبان خلافاً بين التنظيمات المسلحة الأخرى، بعضها رحب بخطوتها كهيئة تحرير الشام، وبعضها ألتزم الصمت كالقاعدة، والثالث ندد بها كداعش، التي أعتبرت صعود الحركة مؤامرة أميركية. متوقع أن تواصل طالبان جهودها لإنهاء تواجد داعش في أفغانستان، حيث لا يزال تنظيم داعش يكره ما يعتبره أوجه قصور في أيديولوجية طالبان، على سبيل المثال، يتهم قادة داعش حركة طالبان بالتساهل المفرط في حالات "البدعة". تنظيم داعش غير مسرور برؤية طالبان تجدد نفسها لتصبح ما يسمى ب "إمارة الإسلامية"، فهذا النصر يُخمد بريق مشروع الخلافة الذي ترعاه داعش في العراق وسوريا، لا سيما أن طالبان تسيطر الآن على دولة بأكملها، وهو ما لم يحققه تنظيم داعش. وبالحديث عن أبرز قيادات القاعدة المتوقع رغبتهم عودتهم لأفغانستان سيف العدل، ويحظى سيف العدل بأهمية خاصة، حيث يقيم في إيران منذ 20 عاماً، ويُعتبر وريثاً محتملاً لأيمن الظواهري. وقد تَعتبره طهران ورقة مساومة مع طالبان، لتأمين مصالحها في أفغانستان وضمان أمن الشيعة المحليين. أما عن شكل النظام السياسي المتوقع أن تؤسسه الحركة، يُتوقع أن يكون إلى حد كبير شبيه بنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، خصوصاً مع تعدد الأسماء والقيادات والتي يصعب إستبعاد إحداها عن المشهد، أمير مؤمنين إلى جانب رئيس في ظل إمارة إسلامية واحدة.