المعارك الحقيقية الفاصلة ليس مقياسها التباب والأودية والقرى والمديريات والقتلى ألخ، ولكن مقياسها مدى قدرتنا على انهاء الانقلاب الحوثي والتخلص من سيطرة الميليشيا السلالية على الدولة، ومعيار ذلك هو استعادة المفاصل الجغرافية الرئيسية للدولة ممثلة في المدن الرئيسة الحاكمة للبلد. لقد استطاعت مأرب بصمودها كسر شوكة الميليشيا الحوثية وباتت الحوثية اليوم في أضعف مراحلها، ويجب ان تتجه المعركة من التكتيك إلى استراتيجية الإجهاز على الخصم في عقر داره وليس استدعائه إلى الأطراف. والحقيقة أن المدن الرئيسة التي باستعادتها ستسقط الحوثية هي صنعاءالحديدة صعدة وما دونها ستعود بعودتها لا محالة. ملاحقة الحوثي في التباب والأودية والمديريات لن تعيد اليمن، ولن تستعيد الدولة، بقدر ما سترهق الجيش والمقاومة، وتوصل في النهاية وبعد الارهاق إلى التسليم بالأمر الواقع. أعتقد أن الذين يخططون للمعارك ليس لديهم رؤى استراتيجية أو أنهم يتبعون توصيات أمريكية بريطانية. طبعا أمريكا وبريطانيا يطرحون فرض التقسيم لليمن والجغرافيا بحسب الأطراف المتحاربة. ويبدو وفق الخطة البروأمريكية أن تتويه المعركة في التباب والأودية بعيدا عن صنعاء، الهدف منه امتصاص الغضب، واستنزاف القدرات، والوصول باليمنيين إلى الاستسلام لفرض التقسيم، تحت دعوى فشل اليمنيين في هزيمة الحوثي واستعادة الدولة.