الفساد معضلة البشرية وداؤها قال تعالى( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم 41. لذلك حذرنا المولى أشد تحذير من الفساد وأهله، فقال سبحانه (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) الأعراف 58. وقال تعالى محذرا منه ومبينا الطريق القويم (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين) الأعراف 56. وحذرنا من السير خلف ركب الفساد فقال تعالى (ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) الشعراء 151-152 وقال تعالى مبينا لنا صفات ركب الفساد (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) البقرة 204-205 كما بين لنا عناد المفسدين وعدم اعترافهم بفسادهم وجدالهم بالباطل قال تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة 11-12 كما بين لنا أن عنادهم لا يتوقف عند المجادلة بالباطل فقط بل يتعداه إلى السعي لقمع كل من يحاول إصلاح فسادهم بإلصاق تهمة الفساد فيه، قال تعالى (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) غافر 26. فاللهم اجعلنا مؤمنين حقا وجنبنا الفساد وأهله وارزقنا القناعة والصبر على ابتلاءات الدنيا وفتنها...