وأنت على حصير المسجد تنظر في عمودين يرفعان السّقف، أحدهما يرفعه من الطرف، والآخر يرفعه من الوسط، لن تفكّر في أيهما يرفع الحمل الأثقل من السّقف، لأنّك تعرف مذ عرفت نفسك أنّه عمود الوسط. ولكن رغم معرفتك تلك، ما زلت إذا نظرت في المحراب، تعتقد أن المتطرّفَ داعيةٌ متشدّد يحمل من الدّين أثقل مما تسعه نفسه، وفي الحقيقة أنت تجهل أن ثِقل الدّين كلّه مُلقًى على عاتق الوسطي. نعم.. لا تزن الأحمال بلهجات الخطباء ونبراتهم ولكن زنها بغايات الخُطب وطرقها، لو استعمت إلى أكثر من خطيب حول ذات القضيّة، ولتكن (السّرقة) مثلًا، لوجدت طريقين مختلفين إلى غايتين في غاية الاختلاف: اقرأ أيضاً * بعد إشاعة وفاته.. العرادة يصل مأرب قادماً من هذه الدول * رفض تحويل مسجده إلى مجلس قات.. العثور على جثة شيخ في بئر قديمة بعمران بعد اختطافه من قبل المليشيات الحوثية * الآلاف يتجهون إلى مسجد آيا صوفيا في تركيا يوم عيد الفطر المبارك * يوم مشهود في المسجد الأقصى.. أكثر من 200 ألف يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك (صور) * انهيار سقف المسجد على رؤوس المصلين (فيديو) * مصدر يكشف حقيقة وفاة الشيخ العرادة * إعلان هام لرئاسة المسجد النبوي بشأن زيارة الروضة الشريفة واستقبال المصلين * مليشيا الحوثي تختطف إمام وخطيب مسجد في عمران * قرار حوثي صارم بشأن الهواتف المحمولة في المساجد بعد تسريب مقاطع فيديو * إهانة عاقل حارة في صنعاء بسبب غيابه عن جلسة قات في المسجد * مليشيا الحوثي تقتحم مسجدا للنساء في عمران وتمنع الصلاة فيه * أول تعليق ل"السعودية" بشأن إساءة متطرفين سويديين للقرآن الكريم غاية الدّاعية المتطرّف أن يقيم حدّ السّارق، وطريقه القصير اليسير أن يحدّ سيفًا ويقطع يدًا. وغاية الدّاعية الوسطي أن يحدّ من السّرقة، وطريقه الطّويل الشّاق أن ينشئ مجتمعًا متكافلًا ويقيم دولة عادلة. فأين تجد ثِقل المسؤوليّة؟ في حدّ السّرقة أم في الحدّ منها؟ في تقطيع المسلمين أم في غرس الإسلام؟ آخر العلاج الكي، فإذا وجدت طبيبًا لا يملك من التّطبيب إلا المكوى، فقل عنه طبيبًا متطرّفًا، لأنّه لا يحمل عن الطّب مثقالًا وليس لأنّه بالغ في حمله.