مقالات محمود ياسين معقول يكون الحظ مع المنتخبات الكبيرة ؟ لا تفسير اليوم لعدم صعود تونس ، ولا مقارنة حتى بين المنتخبين ، إذ انها بديهة يلتقطها اي متابع للمباراة ، المنتخب التونسي افضل بكل المعايير . تم الغاء الهدف لكن تصعد فرنسا . غادرت عند تسجيل الفرنسيين هدف التعادل في الثواني الأخيرة ، ولم يكن هناك من طاقة لتتبع بقية تفاصيل الخيبة على وجوه المشجعين التوانسة او مقاسمتهم بعضا منها ، احداث هكذا تنتهي دائما بمباغتة تصادر منك حتى فرحتك الرياضية العربية وماشابه . هناك شيئ خاطئ في قوانين الفيفا وتحديدا في توزيع منتخبات كأس العالم ، شيئ ما يفضي للنتيجة ذاتها في كل مرة ، تتطور المنتخبات وتؤدي افضل مالديها وتتفوق فنيا لكن النتيجة ذاتها . يمكنك استعادة مباراة الجزائر والمانيا في كاس عالم سابق ، لعب الجزائريون مباراة لا تكاد تقوى على أدائها اعظم المنتخبات ،لكنهم غادروا . اليوم كان التوانسة متفائلين وقد احضروا اطفالهم معهم للمدرجات وكانت مظاهر البهجة تكاد تكون حتمية انتصار ، لكن في الثواني الأخيرة يباغت العربي بهزيمة غير عادلة ، يهزم العربي وإن كان الافضل ،ويتبقى لديه صوت ما في الأرجاء يحاول مواساته باالأداء المشرف . قائمة موزعة بين اوروبا وامريكا اللاتينية منذ القدم ، تدور الاحداث حولها ويتم الانتقاء من القائمة ذاتها والرهان على من يفوز في النهاية . للمه عادك تتابع ، وكأن المباريات الاولى فخ من نوع ما ، يمنحونك انتصارا لأجل الأمل وبعدها تتلقى الصدمة ذاتها ، وكأن النصيحة النفسية التي يقدمها كأس العالم هي ذاتها : لا تحاول . يبدو أن المعادلة الرياضية مجرد استجابة لمعادلة اوروبا القديمة تلعب مع اوروبا التي هاجرت لجنوب العالم الجديد ، وتخوض اوروبا القديمة منافسة اقتصادية مع اوروبا التي هاجرت لشمال العالم الجديد . واوروبا ايضا تحارب طموحات شرق اوروبا ، والانقسام المسيحي كان بين غرب اوروبا وشرقها ، ولا تكف هذه القارة عن إعادة انتاج قوتها وصيغتها المستأثرة بكل الطرق ، بالرياضة والموسيقى والحرب والتقنية . وفقا للموروث والتوزيع الجغرافي للفرص والموارد يمكنك في حال استبعدت الصين فقط ولوهلة ، يمكنك إدراك بديهة السطوة الاوروبية والاستحواذ . كأن هذه القارة هي العالم القابل للاستمرار وبقية القارات مجرد فضاءات ومساحات ضامنة للتفوق والاستمرارية ذاتها . يكفي ان تعرف أن مجاعات منتشرة في بلدان افريقية يموت عمالها في المناجم اثناء مايستخرجون ثروات لأجل اوروبا . طفل افريقي يعاني سوء تغذية ويعمل كل يوم حمس عشرة ساعة ويستخرج ما قيمته خمسة عشر الف دولار يوميا ويكاد هو يموت جوعا . ونحن نسعى لمواجهة مركزية غرب اوروبا نعتمد على اوروبي شرقي اسمه بوتين ، نصفق له بحماسة مصاحبة للبدايات الحماسية ومايلبث ان يعلق في المستنقع ، وكأنه فقط في مهمة إعادة انعاش شيئ اوروبي عبر تهديد اوروبا . كانه فقط يمنح الناتو وظيفة ومهمة ، وبمغامرته يتم إعادة ضبط المعادلة التي اختلت لاسباب لها علاقة بتوزيع قوى اوروبا القديمة والجديدة حصرا . هذه القارة شيطان املس جشع ومتانق بالحريات والمقولات ، كأنها التعريف الأمثل لفكرة الحتمية الكونية ومايعرف بسيادة الكوكب وتطويعه . كل امكانات الحياة شمال الكوكب ، الموارد تذهب هناك ، تطبيقات الديموقراطية تمضي بسلاسة هناك ، في الجنوب المحاولة الديموقراطية تقويض للدولة ، والثراء بيع نفط واستيراد سيارات . ابق الصين جانبا الآن ، سيجدون طريقة لإعطابها وفكر في مخرجات الفن والسياسة والرياضة والفكر والسلاح وتعريف وظيغة الكوكب وحتى عمره الافتراضي وكيف ينبغي التصرف ، الثقافة والتفضيلات وانماط الحكم . اوروبا هي الشفرة وكلمة السر وفي كل التصفيات حربا ورياضة ومقولات ، تقوم القارة بتحديد قوانين اللعبة وتختار ما تقدمه آخر نتائج الانتخاب الطبيعي . المسيحية دين التسامح ، لأنها ديانة اوروبا ،بمعزل عن تاريخ عنف الكنيسة وفضائع الحملات والحروب بإسمها وتوجيهها ، المسيحية دين التسامح ، هكذا قرر الاوروبي ، وبقية العالم لاهوتيين او وثنيين متطرفين ، وإيمانهم يتهدد سلام العالم . لقد أمضت هذه القارة وقتا اطول بكثير مما تحصصه طبيعة الأشياء لما يعرف ب" زمن القوة " . العالم يكتهل في القارتين ،" اسيا وافريقيا " بينما تبتسم اوروبا وملحقاتها " الامريكيتين واستراليا " بتسامح ماكر مع تسميتها " العجوز " . 1. 2. 3. 4. 5.