تم وصول جموع حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات الطاهر ظهر اليوم،واكتملت الآن الصورة المهيبة والمقدسة بعد تدفق جموع الحجيج من مشعر منى ومن مكةالمكرمة منذ ساعات الليل الأخيرة أمس والصباح الباكر اليوم وهم يرددون التلبية (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك)، ويدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه مقتدين في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وصعد الحجاج اليمنيون مع ضيوف الرحمن للوقوف بجبل عرفات اليوم الجمعة بعد قضائهم يوم التروية في منى ضمن مناسك فريضة الحج. وقال وزير الاوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية حمود عباد إنه تم توفير 400 "باص" بمواصفات حديثة أقلت الحجاج اليمنيين من مواقع سكنهم الى المشاعر المقدسه. وحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) فقد أكد الوزير عباد ان ضيوف الرحمن اليمنيون البالغون هذا العام 14 ألفا و904 حجاج في خير وعافية ويستعدون لصعود عرفات بعد تقدمهم أفواج الحجيج إلى منى بيسر وسهولة من دون أية حوادث. والى ذلك افادت مصادر في بعثة الحج اليمنية ل( المؤتمرنت) بتسجيل 3 حالات وفيات وفاة طبيعية بين الحجاج اليمنيين احداهما في حادث مروري. وكانت قوافل حجاج بيت الله الحرام قد بدأت مع إشراقة اليوم، وهو يوم عرفة، خير يوم طلعت عليه الشمس، بالتوجُّه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية، يغمرها الخشوع والسكينة، تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله أن يمُنَّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وتوافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام إلى مسجد نمرة لأداء صلاتَيْ الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداء بسُنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة، التي تتوافق مع يوم الجمعة، وامتلأت جنبات المسجد، الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به، التي تبلغ مساحاتها ثمانية آلاف متر مربع، بضيوف الرحمن. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت بطرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وقد توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة اليوم لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وألقى مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة، وقال فيها: "الإسلام ديننا دين الإسلام دين كمال وشمول جاء بما يهدي الناس إليه في أمور دينهم ودنياهم وعباداتهم ومعاملاتهم وكل شؤون حياتهم ونهج متكامل بمبادئ راقية وأخلاق عالية". وأضاف: "أن مما دعا إليه الإسلام الاهتمام بالجانب الروحي والمعنوي للإنسان ، مع الاهتمام بالجانب الأسري ، والمادي ولهذا شرع له من العبادة ما يقربه لربة من الصلوات الخمس جماعة في أوقاتها لتكون معينة له على كل خير". عرفة كلها موقف إلا وادي عرنة ولا يوجد بعرفات سكان أو عمران إلا أيام الحج، بالإضافة إلى تواجد بعض المنشآت الحكومية. وفي عرفات يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسياً بسنة النبي القائل " الحج عرفة" . وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة ، إذ قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - "وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف "، وهنا تجدر الإشارة إلى أن عرفة أو عرفات كلها تؤدي لمعنى واحد عند أكثر أهل العلم الشرعي، وبالتالي فإن عرفات ليست جمعاً لعرفة ، وإنما هي مفرد على صيغة الجمع. ومن الأماكن بمشعر عرفة "نمرة"، وهو جبل نزل به النبي الكريم يوم عرفة في خيمة ، ثم خطب فيه بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصراً وجمعاً " جمع تقديم ". وفي أول عهد الخلافة العباسية في منتصف القرن الثاني الهجري بُني مسجد في موضع خطبة الرسول في حجة الوداع، ويعرف الآن بمسجد نمرة، و قد أصبحت مقدمة مسجد نمرة خارج عرفات ومؤخرة المسجد في عرفات وثمة لوحات إرشادية تشير إلى ذلك. وفي شرق عرفة يقع جبل الرحمة وهو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة ، يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف ، ولا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج. وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة تسير قوافل الحجيج صوب مشعر مزدلفة ليصلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم، ثم يبيتوا ليلتهم هناك ملبين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة عرفات.