ذكرت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، أن القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي باتت على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية وصفتها ب"المتطابقة" ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة ابجنوبصنعاء. وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار التي تبعد حوالي مائة كيلومتر فقط جنوبصنعاء". وقال مصدر عسكري موال لهادي لوكالة فرانس برس ان "قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنقطة”. واشار المصدر الى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية والى "سقوط ضحايا من الطرفين". وأشارت الوكالة إلى أن المواجهات تتصاعد في منطقة ارحب (شمال صنعاء) بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بامكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد ان كان الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب. ولفتت إلى أن قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل باسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، حققت سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين (جنوب البلاد). وباتت قوات هادي التي يطلق عليها "المقاومة الشعبية" تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظاتلحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وابين، في حين ما تزال محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظاتالجنوباليمني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر محلية قولها ان محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة. وفي قراءة للتغير الكبير على الارض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الامن والارهاب في الشرق الاوسط مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان “التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل”. واشار الى استخدام “الاسلحة الحديثة الثقيلة” من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصا مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف. واكد العاني المطلع على اجواء اروقة صنع القرار في الخليج ان "عناصر ووحدات عسكرية" من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات "ادارت العملية على الارض"، معتبرا انه "لو كان الامر متروكا لليمنيين لوحدهم ما كان تحرير عدن او ابين او اي جزء آخر ممكنا". وشدد العاني على ان دخول السعودية والامارات على الارض اضافة الى الغطاء الجوي، "اظهر ان الطرف الاخر كان مصدر قوته عدم وجود (قوة مضادة) حقيقية" وان "قدرة الحوثيين حلفائهم على الصمود ضعيفة جدا". وبحسب العاني، فان ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للحوثيين "لاتملك على الاطلاق اي قوة على الارض". وباتت صنعاء الآن هدفا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب او تعز. وقال العاني في هذا السياق "الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء (...) لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء". وأكد العاني ان "الملك سلمان والقيادة في ابوظبي لا استعداد لديهم لاي تنازل في قضية اليمن التي يعتبرونها معركة مصيرية"، ويريدون "استعادة صنعاء والاعتراف بالشرعية واخراج الحوثيين من السلطة".