يعتبر الأطفال في المناطق الحدودية بمحافظة حجة هم الأكثر تضرراً من الحرب والأوضاع الدائرة في البلاد حيث أثرت فيهم نفسياً وجسدياً مما أدى إلى تدهور كبير في صحتهم النفسية والجسدية. الرعب الذي عانوه أطفال المناطق الحدودية رعبٌ من نوع آخر، فالقصف البري والبحري والجوي لم يتوقف على مناطقهم ومشاهد الدمار ونيران الحرب التي أكلت الأخضر واليابس سبب لهم الكثير من حالات الهلع والخوف والتبول اللاإرادي. فر النازحون من المناطق الحدودية خوفاً من الموت السريع بالقصف الجوي والبري فوجدوا أنفسهم في أماكن يسكنها الموت البطيئ يبحثون عن أبسط المقومات الأساسية للحياة في ظل غياب دور الجهات الرسمية فازدادت معاناة الأطفال وانتشرت أمراض سوء التغذية والبرد نظراً لعدم توفر إحتياجاتهم من الطعام والمسكن المناسب. عانى الأطفال النازحون من المناطق الحدودية من آثار نفسية كبيرة بسبب الحرب والقصف المتواصل على المنطقة التي أضحت مهجورة بعد فرار سكانها وتمثلث الآثار في القلق النفسي للطفل وصعوبة التركيز والحركة الزائدة والأرق إضافة إلى فقدان الشهية والكوابيس المستمرة. إحدى المنظمات الغير حكومية تبنت مشروعاً بتوفير مساحات آمنة لأكثر من ثلاثة آلاف طفل من نازحي المناطق الحدودية ووفرت لهم أجواء للخروج من جو الحرب عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال من خلال رسائل تسعى إلى إخراج الاطفال من القلق والضغوط والاضطرابات النفسية والتوعية حول حماية الأطفال وقت النزاعات والحروب. كما أنه يتوجب على الأهل المساهمه في تخفيف آثار الصدمة النفسية وكيفية التعامل مع الأطفال في الحرب وهذا تفوق أهميته العلاج الطبي من هذه الآثار فيما بعد، وتعتبر كوقاية، ويكون ذلك ببث الاطمئنان في نفوسهم وعدم ترويعهم وتركهم يشاهدون مشاهد مؤلمة ولا يواجهون أياً من هذه الآثار وحدهم حتى لا يتفاقم أثرها السلبي داخل نفوسهم على المديين القريب والبعيد.