اتسعت ظاهرة عمالة الأطفال بصورة مخيفة في اليمن بسبب الحرب والأوضاع الإقتصادية السيئة التي يمر بها البلد والتي أجبرتهم على نسيان طفولتهم من أجل لقمة العيش. آلاف الأطفال اليمنيين في مختلف المحافظات حسموا مستقبلهم على ما يبدو بالانضمام المبكر إلى سوق العمل بعيداً عن حلم التعليم وتحت ضغط الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد. ويجوب آلاف الأطفال أزقة المدن اليمنية يومياً لبيع البضائع الرخيصة مقابل مردود يومي لا يتجاوز 500 ريال، وغالباً ما يكون ذلك المبلغ الصغير، المختلط بألم الطفولة الضائعة، من نصيب الأسرة التي تنتظر عودة الأب الصغير مساء كل يوم. ويمتهن بعض هؤلاء الأطفال مهناً شاقة تضر بصحتهم وأجسادهم الصغيرة كالعاملين في ورش الهندسة الميكانيكية واللحام والكهرباء والنجارة أو رش المبيدات الزراعية التي تؤثر على الجهاز التنفسي. ويعدالفقر عاملاً رئيسياً في وجود ظاهرة الأطفال العاملين وأطفال الشوارع، ومعه عوامل أخرى مرتبطة بتفكك الأسرة وتدني التعليم، وعدم اهتمام الدولة والمجتمع المدني والمحلي بمثل هذه الفئات من المجتمع. وإرتفعت نسبة الأطفال العاملين في اليمن بسبب الحرب حيث أن وجود هؤلاء الأطفال إرتبط بظاهرة النزوح من مكان إلى آخر إذ يجد النازحون أنفسهم بدون عمل بعد أن باعوا كل ممتلكاتهم مما يؤدي بهم إلى سحب أبنائهم من المدارس ليتحولوا إلى متسولين يسكنون الشوارع. وتزايدت مساحة الفقر في اليمن بسبب الحرب والأوضاع السياسية والإقتصادية التي تمر بها البلاد وأصبح كثير من الأسر اليمنية يعاني من ظروف معيشية شديدة القسوة نتيجة عجزهم على توفير الغذاء. ويمر اليمن بوضع سياسي وإقتصادي حرج، حيث يسود الفقر وعدم الإستقرار السياسي، وغياب الأمن، وهناك موجات نزوح داخلية كبيرة بسبب الحرب والنزاع المسلح، حيث عمقت هذه العوامل الظروف المعيشية الصعبة لليمنيين عموماً والأطفال بوجه خاص. ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لعمالة الأطفال، إلا أن الاحصائيات غير الرسمية تشير الى وجود نحو 50 ألف طفل في شوارع المدن اليمنية، العدد الأكبر منهم يعمل في بيع البضائع الرخيصة بحثاً عن لقمة العيش. ويتعرض أطفال الشوارع لمخاطر كثيرة مثل اكتساب عادات غير أخلاقية والتعرض لتحرشات جنسية بسبب انتشار كثير من الفتيات العاملات في شوارع المدن، إلى جانب انتشار الجريمة مع بدء تشكل عصابات من الأطفال في الشوارع. أطفال فقدوا الطفولة وحرموا من حقهم في اللعب والدراسة ولا ذنب لهم سوى أنهم أبناء بلد أنهكته الحرب والصراعات ويعيش غالبية سكانة على عتبة الفقر، فيما لا ينتهي قادته من تصفية حساباتهم السياسية والشخصية. المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا