تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى وجود نحو 30 ألف طفل في شوارع المدن، العدد الأكبر منهم يعمل في بيع البضائع الرخيصة بحثًا عن لقمة العيش أو يقومون بالتسول. وذكر تقرير مصور بثته قناة روسيا اليوم أن الآلاف من الأطفال اليمنيين يجوبون أزقة العاصمة اليمنية صنعاء يوميًا لبيع البضائع الرخيصة مقابل مردود يومي لا يتجاوز دولارًا أمريكيًا واحدًا، وغالباً ما يكون ذلك الدولار، المعجون بألم الطفولة الضائعة، من نصيب الأهل. ولهؤلاء الأطفال أسماء، ولكن لا أحد يعرفها، ولهم عائلات، ولكن ما نفع الحسب والنسب حينما يقول الفقر كلمته. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة لإعداد أطفال الشوارع في اليمن، إلا أن المشهد يشير إلى أرقام مخيفة. هم أطفال فقدوا الطفولة ولا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في بلد يعيش غالبية سكانه عند عتبة الفقر، فيما لا ينتهي قادته من تصفية حساباتهم السياسية، وصدقت الحكمة اليمانية القائلة: "إذا اتفق القادة على الشعب أكلوه، وإذا اختلفوا قتلوه".