التطور المفاجئ الذي طرأ على الحرب في اليمن ودخول أمريكا على الخط بتوجيهها ضربات لمواقع رادار يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بعد تعرض سفنها لهجمات صاروخية في باب المندب أثار عاصفة جدل واسعة بين مؤيد ومعارض في الشارع اليمني. و تباينت ردود أفعال الشارع اليمني حيث يرى البعض أن هذه الضربات ستأخذ الصراع اليمني الى بعد آخر قد ينتج عنه تداخلات دولية وقد تنظم عدد من الدول الكبرى من بينها روسيا التي تعارض توجهات الامريكان في المنطقه محاولة فرض سيطرتها على المنطقه ما يجعل اليمن نسخة ثانيه من سوريا تدار بصراعات دولية. الكاتب كنان السبئي يرى أن الصراع اليمني يتجه في بعده الاقليمي إلى صراع و سيطرة على الشريط الساحلي، سواء كان ذلك في البحر العربي وخليج عدن جنوباً، وحتى باب المندب والشريط الساحلي الغربي. ويضيف في مقال له بعنوان "السواحل.. بوابة الغزاة" أن التحرك الأمريكي لن يكون وحيداً مع الوقت في ظل الفراغ المتروك في اليمن بسبب الحرب وبقاء هذه السواحل المهمة تحت سيطرة قوة انقلابية مشاغبة تحاول من خلال اعمالها إرباك المشهد اليمني الذي بدا واضحا انزعاج المليشيا الانقلابية والقوى الإقليمية التي تقف خلفها، بكون الملف اليمني شبه مغلق عسكرياً ودبلوماسياً على التحالف العربي ولا يوجد لاعبين آخرين أقوياء لديهم مصالح يمكنهم من خلالهم المناورة لتحسين شروطهم التفاوضية؛ فهم يبحثون من خلال هذه الأفعال ادخال الحالة اليمنية في صراع إقليمي ودولي ترتبط ملفاته ببعضها خاصة وأن المشهد السوري هو الأكثر ارتباطا في الملف اليمني ويشهد تحولات في التحالفات والأهداف. الإعلامي توفيق السامعي قال أن تداعيات الأحداث على باب المندب كانت من أسباب عدم الحسم العسكري السريع ضد المليشيات الانقلابية في اليمن، وإذا لم يتم الحسم السريع فإن أي تأخير في ذلك سيدفع ثمنه الجميع. تداعيات باب المندب ليس إلا عرضا واحدا من أعراض تفشي المرض الانقلابي في اليمن ومعالجة أعراضه دون معالجة جرثومته ومركزه الحقيقي. لطالما تحدثنا عن هذه النقطة كثيرا منذ بداية الحرب في اليمن لكن لا حياة لمن تنادي. أما القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي قال في منشور على صفحته في "فيسبوك" أن هناك احتمالين, إما أن الحوثيين قصفوا البارجة الأمريكية معتقدين أنها تبع التحالف؛ أو أن هناك طرف ثالث يسعى لتوريط أمريكا واختبار شعار الحوثيين. ويرى المواطن محمد العبرات أن دخول امريكا على خط الحرب في اليمن بإدعاء اطلاق صواريخ على بوارجها الحربية هو تمهيد وورقة ضغط على السلطات في صنعاء للقبول بأي تسوية او مواجهة ضربات أمريكية مباشرة. أما الناشط الإعلامي أصيل فدعق فيرى أن ضرب الحوثيين للمدمرة الأمريكية الثانية ، هي بمثابة كرت دعوة يقدمه الحوثيين لجلب ماما أمريكا للتدخل في اليمن ، لكي يطبقوا شعارهم على الأرض ( الموت لأمريكا ) ، أنتم لاتفهموا الحوثيين كما أفهمهم ، هم ناس صادقين في كل شعاراتهم ! وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أنها وجهت ضربات على مواقع للرادار في اليمن، ردا على هجمات الحوثي على المدمرة الأمريكية. وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية بأن التقديرات الأولية للضربات تظهر تدمير 3 مواقع رادار في اليمن، فيما وصفت الضربات بالدفاعية والمحدودة في اليمن والتي تهدف إلى حماية أفراد القوات الأمريكية والسفن وحرية الملاحة، محذرة من أن الولاياتالمتحدة سترد على أي تهديد للسفن والحركة التجارية.