قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة 24 تشرين الأول/اكتوبر إن الولاياتالمتحدة أعلنت نفسها منتصرة في "الحرب الباردة" واعتزمت إعادة تشكيل العالم بما يتناسب معها، وانتهكت نظام العلاقات الدولية بالنتيجة. وأشار بوتين إلى أن هذا تصرف من أصبح غنيا فجأة وانهالت عليه ثروة كبيرة: الزعامة العالمية. وصرح بوتين أن "الحرب الباردة" انتهت، لكنها لم تنته ب"السلام" والاتفاقات الواضحة والشفافة حول القواعد والمعايير الجديدة، مشيرا إلى أنه بدلا من إقامة توازن جديد للقوى وهو شرط ضروري للنظام والاستقرار، فقد تم اتخاذ خطوات أدت إلى تفاقم الأوضاع. وأضاف الرئيس الروسي "لقد تراجع القانون الدولي والموضوعية والعدل خطوة بعد خطوة وراحت ضحية للسياسة الملائمة، كما أن السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام العالمية حولت "الأبيض" إلى "أسود" والعكس". يعتقد فلاديمير بوتين أن واشنطن تضطر إلى التعامل مع أخطاء سياستها الخارجية، ومكافحة التهديدات الجديدة. فقد قال بوتين: "يبدو في بعض الأحيان أن أصدقاءنا وزملاءنا يعانون من نتائج سياساتهم الخاصة. ويسخّرون جميع قواهم للتخلص من المخاطر ويدفعون ثمنا غاليا لهذا". وأضاف أن روسيا حذرت مرارا من مخاطر الحملات العسكرية أحادية الجانب، والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة، والتعامل مع المتطرفين والراديكاليين، وأصرت على إدراج الجماعات المقاتلة ضد الحكومة السورية، وخاصة "داعش"، في قوائم المنظمات الإرهابية. وصرح الرئيس الروسي أن التدخل الغربي وضع ليبيا على شفا الانهيار. وقد تحولت هذه البلاد إلى ساحة لتجنيد الإرهابيين، وجهود القاهرة وحدها ساعدت على تجنب الفوضى. فقد قال بوتين، أثناء خطابه في مؤتمر نادي النقاش الدولي "فالداي": "تم وضع هذه البلاد على شفا الانهيار وتحولت إلى ساحة لتجنيد الإرهابيين. إن إرادة وحكمة القيادة الحالية في مصر وحدها ساعدت على تجنب الفوضى وانتشار المتطرفين في هذه البلاد العربية الرئيسية". وتجدر الإشارة إلى أن نادي "فالداي" الدولي عبارة عن اجتماعات دورية للخبراء البارزين المتخصصين في دراسة السياسة الداخلية والخارجية لروسيا. وتم تأسيس هذا النادي في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2004، بمبادرة من وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية.