أحيا زعماء العالم وقدامى المحاربين اليوم الجمعة ذكرى مرور 70 عاما على يوم إنزال قوات الحلفاء على سواحل نورماندي الفرنسية في الحرب العالمية الثانية عام 1944 بحضور كبار القادة في العالم في وقت يخيم فيه التوتر بين روسيا والغرب بشأن القضية الاوكرانية . وشارك في المراسيم قادة ورؤساء حكومات 20 دولة إلى جانب 1800 من قدامى المحاربين لإحياء أكبر هجوم برمائي في التاريخ حين نزل 160 ألف جندي أميركي وبريطاني وكندي يوم 6 يونيو 1944 على شواطئ نورماندي لمواجهة قوات ألمانيا النازية، مما عجل بهزيمتها. ومن بين القادة المشاركين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملكة إليزابيث ملكة بريطانيا ورئيس وزرا ئها ديفد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر.. اضافة الى الرئيس الاوكراني المنتخب حديثا بيترو بوروشينكو. واستهل الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند المراسيم بتكريم الضحايا المدنيين /العشرين الف/ والأسر الفرنسية "التي عاشت الفوضى وإطلاق النار" في معركة نورماندي. وقال بعد وضعه إكليلا عند نصب كاين "أريد اليوم في الذكرى السبعين أن أكرم باسم الشعب جميع الناس مدنيين وعسكريين، وأن يتم الاعتراف بدور سكان نورماندي". وذكر أن "هذا اليوم الذي بدأ بعيد منتصف الليل بالصخب والنار وانتهى بالدم والدموع غيّر العالم وترك آثاره إلى الأبد في نورماندي". كما شارك أوباما وهولاند في تكريم عشرة آلاف جندي أميركي سقطوا خلال إنزال الحلفاء وذلك بالمقبرة الأميركية في كولفيل سور مير بنورماندي.. وقال هولاند أثناء المناسبة إن فرنسا "لن تنسى أبدا ما تدين به للولايات المتحدة". من جهته أشاد الرئيس الأميركي "بالرجال الذي خرقوا جدار هتلر واقتحموا الشواطئ لتحرير أوروبا في نورماندي ليفتحوا عهدا من الديمقراطية والحرية". وفي حين تمثل وحدة الحلفاء المضمون الأساسي لإحياء ذكرى يوم الإنزال فإن الأزمة في أوكرانيا تشكل أيضا موضوعا مهما في اللقاءات الجانبية للزعماء. وللمرة الأولى منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر زعماء غربيين في نورماندي والذين تعهدوا باستخدام تلك المناسبة للسعي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية. كما التقى الرئيس بوتين وللمرة الاولي ايضا منذ بدء الازمة الاوكرانية مع نظيره الاميركي باراك اوباما. وعلى هامش الاحتفالية جمع بوتين لقاء خاطفا لم يتعد الدقيقة نظيره الاوكراني المنتخب حديثا بيترو بوروشينكو.قبل اقامة مأدبة غداء لرؤساء 21 دولة وحكومة حضروا الاحتفال... كما التقي فلاديمير بوتين مع نظيره الاميركي باراك اوباما. وذكرت مصادر اعلامية أن المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اصطحبت الرئيسين الى مأدبة الغداء بعد اجتماع عقدته في وقت سابق مع بوتين الذي صرح قبل وصوله الى فرنسا بأنه لن يتجنب لقاء "أي شخص يقابله خلال الاحتفالات". وفي سياق متصل يسعى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لعقد لقاء بين بوتين وبوروشينكو لمناقشة "الوضع المتفجر" شرقي أوكرانيا والذي وصفه وزير خارجيته لوران فابيوس في وقت سابق بأنه "على شفا الحرب". من جانبها عقدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا لمدة ساعة في نورماندي اليوم تركز بالكامل على أوكرانيا... حسبما ذكر الناطق باسم باسم بوتين. وفي إطار محاولة فتح قناة للحوار بشأن أسوأ أزمة أمنية تواجه أوروبا منذ الحرب الباردة تمكنت جهود الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل من ان يلتقي بوتين مع الرئيس الاوكراني الجديد بيترو بوروشنكو . ويرفض بوتين الاعتراف بانتخاب بوروشينكو الذي حل محل حليف موسكو فيكتور يانوكوفيتش عقب الاطاحة به في مظاهرات شعبية في وقت سابق العام الجاري ما دفع بوتين إلى ضم شبه جزيرة القرم في مارس الماضي في خطوة تسببت في أزمة دولية أدت إلى فرض عقوبات على موسكو من قبل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.