لوح زعماء مجموعة السبع بفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا التي استبعدت من اجتماع المجموعة لأول مرة بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية مستهدفة قطاعات محددة بالاقتصاد الروسي ما لم تتم السيطرة على الاضطرابات في شرق أوكرانيا والاعتراف بالنظام الجديد في كييف. وعلى الرغم من إجراء انتخابات ناجحة في أوكرانيا إلا أن زعماء المجموعة أبدوا استعدادهم لتشديد العقوبات الإضافية والمزيد من الأعباء ضد روسيا إذا تطلبت الأحداث ذلك. وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة الاعتراف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا ،ملوحا في الوقت نفسه "بخطوات" ضد روسيا ما لم تعترف بالنظام الجديد في كييف. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في ختام قمة المجموعة إنه يتعين على موسكو وقف "الاستفزازات" على الحدود الروسية الأوكرانية، وإلا فستواجه عقوبات أكثر صرامة من أعضاء مجموعة الدول السبع. وقال الزعماء في بيان مشترك بعد محادثات في بروكسل مساء الأربعاء "نحن مستعدون لتشديد العقوبات الموجهة والنظر في إتخاذ إجراءات تقييدية إضافية مجدية لفرض المزيد من الأعباء على روسيا إذا تطلبت الأحداث ذلك." وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحفي إن الغرب سيتحقق "مرارا" لمعرفة ما إذا كان حدث تقدم في تهدئة الأوضاع بشرق أوكرانيا حيث تقاتل القوات الحكومية الانفصاليين. وأضافت ميركل "لا يمكننا تحمل المزيد من زعزعة الاستقرار في أوكرانيا... إذا لم يحدث تقدم في المسائل التي علينا حلها فسيكون احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة حتى من الفئة الثالثة على الطاولة وأستبعد الرئيس بوتين من حضور قمة الدول الصناعية الكبرى بسبب دور بلاده في أوكرانيا وهي المرة الأولى منذ أن ضمت منطقة القرم إليها في مارس الماضي. وكان من المفترض أن يستضيف بوتين زعماء الدول الصناعية الكبرى في قمة لمجموعة الثماني في منتجع سوتشي على البحر الأسود هذا الأسبوع. لكن دول المجموعة تخلت عن تلك الخطط احتجاجا على ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية في مارس الماضي وعقد زعماء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وكندا وإيطاليا واليابان قمتهم بدون الرئيس بوتين. وكان الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو، قد أعلن أنه سيسعى إلى توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي واستعادة السلام في المناطق الشرقية المضطربة من أوكرانيا. وتضغط الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على روسيا للاعتراف بحكومة بوروشينكو . وقال أوباما "أمامنا فرصة لمعرفة ما سيفعله السيد بوتين خلال الأسبوعين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة. وإذا ظل على مساره الحالي فنحن قد أشرنا بالفعل إلى أنواع الخطوات التي نحن على استعداد لاتخاذها." وطالب الزعماء الغربيون روسيا بالتعامل مع رئيس اوكرانيا المنتخب بيترو بوروشينكو. وقال زعماء الدول السبع إنه في حالة عدم حدوث تغيير في الأسابيع القليلة المقبلة، سوف يفرض مزيد من العقوبات مستهدفة قطاعات محددة بالاقتصاد الروسي. وكان الرئيس أوباما قد قال إن الاقتصاد الروسي يعاني بالفعل جراء العقوبات الأولية المفروضة حتى الآن. وكانت القمة هي الأولى لمجموعة السبع منذ استبعاد روسيا منها بعد انفصال منطقة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى روسيا. وفي وقت لاحق التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك للمرة الأولى منذ تفجر الأزمة الأوكرانية. وجرى هذا اللقاء في باريس على هامش الاحتفال بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء على شواطيء نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية. ومن جهته، قال كاميرون إنه أكد لبوتين ضرورة وقف ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني بالعدوان الروسي، أما الرئيس الفرنسي فقد التقى بعد ذلك على عشاء عمل مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، الذي لم يتم الاتفاق حتى الآن على عقد مباحثات بينه وبين بوتين. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقتي دونيستك ولوهانسك قد اعلنوا استقلالهم بعد استفتاءات اجروها الشهر الماضي، وهي الاستفتاءات التي وصفتها حكومة كييف بانها تفتقر للشرعية. واندلع العصيان عقب اسقاط الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش في مظاهرات عنيفة في كييف في فبراير الماضي.