طوال الشهور الماضية، سجل التنظيم الناصري مواقف وتحركات ملتبسة ومضطربة تجاه العدوان البريري السعودي على اليمن، وهي على التباسها كانت في المحصلة مساندة للعدوان الغاشم، بل وذراعاً سياسية وإعلامية ضاربة للعدوان. وجدنا قيادات هذا الحزب الفقاعة تلهث وراء الفرقعات الإعلامية ويتسابقون إلى موائد وخزائن آل سعود، كما وجدنا صحيفته "الوحدوي" وموقعه على شكبة الانترنت يسجلان مواقف بالغة الفحش تجاه العدوان البريري الوحشي على اليمن، بل وتحولا رغم محدودية تأثيرهما وسطحيتهما أصوات نشاز لتأجيج الأزمات والحروب وإشعال الفتن الطائفية.
اليوم أفاق قادة هذا الحزب على دوي صفعات مملكة العدوان الغاشم وقوى الوصاية التي استخدمتهم مطية في عدوانها الغاشم ثم أزاحتهم جانباً بعدما فشل العدوان الهمجي السعودي الأميركي في تحقيق أهدافه، فأعلن الحزب، وبعد أكثر من 77 يوماً من القتل الوحشي والدمار الشامل والحصار وفي بيان مرتعش، مطالبته بوقف العدوان، بل ورفع الحصار عن اليمن.
التغير في موقف هذا الحزب اليساري المزيف ليس مراجعات وليس حرصاً على هذا البلد الذي يتعرض لأعنف الهجمات الوحشية من عصابة آل سعود، بل لأن النظام السعودي استبعد هذا الحزب وقادته من تسويات جنيفاليمني واكتفى بوضعهم على هامش لن تكترث له الكاميرات ولن يحصلوا فيه على هبات ومخصصات وهدايا وصدقات. مثل هذا الحزب شهدنا الفقاعة النوبلية توكل كرمان وبعد أن شطب اللاعب السعودي حضورها ودورها من معادلة جنيف بجرة قلم ووجدناها اليوم تنعق ببيان مرتبك يدين استهداف العدوان صنعاء القديمة والمعالم التاريخية.
يا أيها الخونة، قد حصدتم مكاسب العدوان على بلادنا أمولاً وأرصدة مدنسة لأنكم قدمتم أنفسكم لقوى العدوان والوصاية مقاولي أزمات وحروب، وهم اليوم فعلوا معكم ما ينبغي، وتخلوا عنكم، بل وألقوا بكم في مزبلة التاريخ بين المنسيين والخونة والمطلوبين.
تخلوا عنكم بهذه الصورة المخزية؛ لأنكم صالحون، فقط، لأدوار الخيانة ضد وطنكم وشعبكم وهم في الواقع، كما نحن، لا يرونكم صالحين لتمثيل اليمن وشعبه في مؤتمرات سياسية تبحث في مستقبل البلد ومصيره.
الشعب اليمني لن ينسى أدواركم وإن نجيتم بأنفسكم بالتسويات فإن التاريخ كفيل بمحاسبتكم.