-- بقعة ضوء كيف يمكن للكلمات والمراثي وألبسة الحداد السوداء أن تعبر بنا من جادة الحزن ورائحة الدماء، إلى ساحات السلوى والنسيان..؟ كيف في وسعنا اليوم أن نكون هنا، وبالأمس كان معنا شهداؤنا.. دون أن ندرك اختلال الصورة وانتقاصها؟! أي ذنب اقترفته أيدي الشهداء ليكون عقابهم موتاً يغتالهم وهم يهتفون للحياة!! هؤلاء ما كانوا يوماً أعداءً لهذا الوطن.. لترابه وسمائه وشعبه، بل هم نبض الأرض وسكون السماء وصوت الناس. منذ متى يغتال الوطن أبناءه.. منذ متى تصبح الرصاصة قُبلة الوطن لعشاقه.. منذ متى تغدو رائحة البارود بديلاً عن رائحة البن والبخور؟! كيف أصبحنا وجداول الدم من حولنا غارقين في التنظير والتبرير والتنصل، بوجوه نحاسية، وأصوات كنعيق الغربان، وفحيح الأفاعي. كيف أصبحنا وجداول الدم من حولنا نرتشف الشاي، ونصيغ "بيان استنكار"، ونجد الوقت لنتبادل الاتهامات بدلاً عن تحية الإسلام الأمن والسلام..؟! * صحيفة "المنتصف"