لم يكن سرا أن الرئيس الأمريكي أوباما راهن علي الإخوان المسلمين للإمساك بالسلطة بعد أن تعهدوا بعدم المساس بمصالح أمريكا وإسرائيل. ولهذا فاجأت ثورة الشعب يوم30 يونيو الرئيس الأمريكي الذي وضح أنه بدا مرتبكا أمام المشهد الأسطوري الذي يراه في الشارع المصري, فأمسك العصا من ثلثها.. ثلثين ضد الثورة الشعبية باعتبارها انقلابا عسكريا, والثلث الباقي مع الواقع الذي لم يستطع إنكاره لكن باعتباره سيتغير قريبا. وفي ضوء ذلك كان قرار الإخوان الخروج من ميدان رابعة العدوية والانطلاق إلي أنحاء مصر بعد أن أعطاهم المرشد العام للجماعة محمد بديع إشارة اعتبار أنهم جند الله الذين يخافونه بينما الملايين الأخري التي يرونها بضعة آلاف جماعة لا تخاف الله ويستحل قتالهم. الخطوة التالية جاءت من الكونجرس الأمريكي الذي بدأ يري الواقع مما جعل لجنة الخارجية في مجلس النواب تشهد محاكمة لسياسة أوباما في مصر والمليارات التي منحها للإخوان المسلمين. وقد انتهي الاجتماع فجر السبت بتوقيت مصر ببيان عن اللجنة يمكن الرجوع لنصه علي الإنترنت يقول: إن قرار العسكرية المصرية بالإمساك بالسلطة من ايدي حكومة الاخوان المسلمين يعتبر علامة حادة في ثورة مصر غير المكتملة. لقد فهم الإخوان أن الديمقراطية هي اصوات الانتخابات, بينما لم يحقق مرسي ودائرته مطالب الديمقراطية الحقيقية التي تتطلب الشمولية( رئيس لكل المصريين) والتوافق واحترام حقوق الانسان والاقليات والالتزام بقواعد القانون. وبدلا من ذلك اختاروا تثبيت اقدامهم بالمراسيم يصدرونها( يقصدون الإعلان الدستوري) مما قاسي معه المصريون واقتصادهم. واليوم فإن الامر في يد العسكرية المصريه لتؤكد أن حكومة الفترة الانتقالية ستحكم بشفافية وتعمل لاعادة البلاد الي الحكم الديموقراطي. يشجع علي ذلك تولي قطاع عريض من المصريين اعادة كتابة الدستور. ان علي جميع الاحزاب في مصر ضبط النفس ومنع العنف وأداء أدوار منتجة في مستقبل مصر الديمقراطية. اننا نشجع العسكرية لاتخاذ الاجراءات التي تدعم المؤسسات الديمقراطية التي من خلالها يحقق الشعب وحكومته المستقبلة الازدهار. هذا هو البيان الجديد الذي لابد سيربك حسابات أوباما والإخوان. [email protected] * الأهرام