بما أن السلاح عدو الإنسان ولا يؤمن بالحوار بقدر إيمانه بالقتل، لماذا لا يكون المرء عدواً لهذا القاتل الذي يستمد قوته من الشيطان؟! ما حدث في وزارة الإدارة المحلية، الثلاثاء الماضي، من إطلاق نار من قبل أحد المرافقين داخل مكتب مدير عام مكتب الوزير أثناء اجتماع قيادة الوزارة مع الشيخ/ فارس مناع محافظ صعدة تم فيه مناقشة أوضاع صعدة على كافة المستويات وكيفية تحسين مستوى الإيرادات المحلية وتذليل الصعوبات التي تعيق عودة النازحين وما يترتب عليها من إعادة للإعمار ما حدث كاد يشعل حرباً طاحنة بين الوزارة وصعدة.. ولكن لحسن الحظ لم تكن الضحية سوى جدران المكتب، فالمرافق الذي أطلق النار تسبب بحدوث فوضى عارمة وجَلَبة لم تشهد لها الوزارة مثيلاً. ويبدو أن ما قام به هذا الجندي إما أنه غير قاصد أو أنه لا يجيد استخدام السلاح أو أن له مآرب أخرى. من المسئول عن سهر المرافقين ليلاً وتحمل مسئولية أخطائهم نهاراً والتي كادت أن تحول الوزارة إلى مسرح للجريمة..؟! أما ما حصل يوم السبت من إغلاق لبوابة الوزارة في وجه المحتجين من أبناء خولان حال وصولهم إليها فلم يكن أمامهم من خيار إلا إطلاق الألعاب النارية في الهواء للفت نظر قيادة الوزارة إليهم وإشعارهم بوجودهم احتجاجاً على فساد مدير وأمين عام المجلس المحلي لوحدتهم الإدارية وكذا احتجاجهم على التعيين الذي يعتبر، وفقاً لوجهة نظرهم، أسوأ من السلف والذي سيضعهم تحت الوصاية.. نتكلم عن أمن الموظف في هذا المرفق الحيوي، فدخول المليشيا المسلحة إلى حوش الوزارة أو انتشارهم خارج أسوارها وكذا مرورهم داخل مكاتبها، بث حالة من الخوف والهلع بين أوساط الموظفين.. إلى متى سيظل حمل السلاح كابوساً يهدد أمن وسلامة الموظف في الوزارات والمجمعات الحكومية في المحافظات ومراكز المديريات.. متى ستُصدَر تعاميم إلى المحافظين ومن يليهم بعدم حمل السلاح؟! نتمنى أن نسمع ذلك قريباً... أحد موظفي وزارة الإدارة المحلية * صحيفة المنتصف