في بلاد العالم يعد الأمن الداخلي جزءاً مهماً من الأمن القومي، فالأمن قبل الإيمان ومفهوم الأخير ما وقر في القلب وصدقه العمل. ونحن اليمنيين إيماننا قوي بدور حكومتنا في تحقيق الأمن القومي والأمن الداخلي على وجه الخصوص والذي يأتي من خلال فرض هيبة الدولة لحماية الوطن والشعب والمنجزات الرائدة.. بيد أننا ومنذ انتهجنا الحرية والديمقراطية لم نستغلها الاستغلال الأمثل فتحولت حريتنا إلى فوضى وديمقراطيتنا إلى صنم أشبه بصنم عمر بن الخطاب أيام جاهليته حين كان يصنع صنماّ فإذا جاع أكله. وواقع حالنا اليوم يثبت ذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مشكلة الكهرباء فبالأمس استغلت خدمات الكهرباء كورقة سياسية أثناء الانتخابات إما للمداهنة والمراضاة وإما طلباً للولاء ومن معه صميل غلب، واليوم أصبحت الكهرباء رهينة الصراعات السياسية والمصلحية وكورقة ضغط على الحكومة مع أنها ملك الشعب والمستفيد والمتضرر منها هو المواطن.. صحيح أن ثورة التغيير أثمرت حكومة وفاق وطني واستطاعت هذه الحكومة حل الكثير من المشاكل بالتعاون مع اللجنة العسكرية وهدأت الأمور وتلاشت تلك السحب السوداء الداكنة التي خيمت على أجواء الوطن، لكن مشكلة الكهرباء وما تتعرض له خطوط نقل الطاقة الكهربائية مارب/ صنعاء من تخريب متعمد مازالت قائمة وبشكل شبه يومي لم تفلح معها أي حلول وحتى الجيش لم يستطع حماية خطوط الكهرباء رغم أنه استطاع حماية البلد. أقرت حكومتنا تخصيص 3 ألوية عسكرية لحماية خطوط نقل الطاقة دون جدوى وشكلت الوزارة فريقاً خاصاً لإصلاح الأضرار الناجمة عن التخريب دون جدوى أيضاً. الكل متضرر من انقطاع التيار الكهربائي الحكومة لم تستطع؟ اللجنة العسكرية لم تتمكن من تنفيذ مهامها..، الكل يتألم للواقع وينتظر الحلول المناسبة.. وبرأيي كما نجحت اللجنة العسكرية في مهمتها الأساسية منذ تشكيلها في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار أقترح تشكيل حكومة وجيش للكهرباء تمثل مختلف التكوينات السياسية وأن لا تكون حكومة تكنوقراطية، بل تكون حكومة ائتلاف عسقبلي أوسياقبلي حيث والقبيلة شريكة في القضية "أي قضية الكهرباء" هذه الحكومة مهمتها حماية خطوط نقل الطاقة وصيانتها وإصلاحها عند كل تخريب.. تتبعها عدة وزارات مثل وزارة الحماية، وزراة الإصلاح والصيانة، وزارة خدمة مدنية وتأمينات مهمتها توظيف الكوادر الخاصة بهذه الحكومة إضافة إلى وزارة شئون القبائل في المناطق المتاخمة لخطوط النقل يرأسها شيخ برتبة عسكرية، كما أن لهذه الحكومة جيشاً خاصاً جيش حكومة الكهرباء مهمته مراقبة عناصر التخريب والتمترس لرصد تحركات المخربين وتحديد هويتهم مع تحديد يوم خاص لاجتماعات هذه الحكومة لمناقشة جدول أعمالها ورفع تقريرها إلى حكومة الوفاق، طبعاً تقريرها مشفوع بصورة موثقة لتلك الأعمال الإجرامية مش مهم أن تكون هذه الحكومة داخل حكومة، أقل شيء تحفظ ماء وجه الوفاق ونحلم ونأمل بتفعيل هيبتها مستقبلاً حتى نضمن خدمات الكهرباء التي أصبحت ضرورة وطنية وفريضة إنسانية.. فلا حياة بلا كهرباء، خاصة في فصل الصيف. * المنتصف