لا أعتقد بأن اغتيال الشهيدان الدكتوران عبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين له إرتباط بالتصفيات التي ابتدأت بمحاولة اغتيال ممثل أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني عبدالواحد أبو رأس ولا بغيرها من التصفيات التي كان ضحاياها من كافة الأطراف. أسمحوا لي بالملاحظة التالية: من قام باغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان والدكتور أحمد شرف الدين له هدف واحد ومحدد وهو هدف مستقبلي وليس عمل ثأري كما يتوقع الكثير. بعد الانتهاء مما سمي بمؤتمر الحوار الوطني ووضع ما سمي بالمحددات الدستورية ستكون هناك مرحلة هامة جداً وهي مرحلة كتابة الدستور الدائم . وفي عملية كتابة الدستور سيتم وضع ما يشاءون ووفق ما يرغبون ولن يهتم احد وكان الفقيدان أكثر الشخصيات التي كانت من الممكن أن يقفا امام هكذا مشروع بصلابة وقوة ومقدرة على منعه لقوة حجتهما وشخصيتهما. الدكتور جدبان لأن لديه الخبرة القانونية من خلال الممارسة في مجلس النواب باعتباره عضو فيه لعدد كبير من السنوات واكتسب الخبرة القانونية والتشريعية وكشف الكثير من التلاعبات في القوانين من خلال عمله بالمجلس. والدكتور شرف الدين باعتباره أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء ومن صعب تمرير ألعايب وحيل دستورية وقانونية من تحت يديه وهو الذي وقف في أحايين كثيرة أمام هكذا تلاعب في نصوص الوثيقة كانت تريد أطرافاً تمريرها. لذا أعتقد أن هناك من يريد إفراغ حركة أنصار الله من عقولها القانونية اللامعة والمخلصة والصادقة لأنه قد يكون لديهم عقول قانونية أخرى لكنها قد لا تكون بإخلاص وصدق ونقاء هاتين القامتين الوطنيتين وحتى يتسنى لهم كتابة الدستور بالكيفية التي يريدون دون عناء لأن معظم الأطراف من الممكن أن تمشي بمنطق الصفقات وهذا المنطق كان مرفوضاً من كلا الدكتورين الشهيدين جدبان وشرف الدين. دمتم بود