حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء من محادثات المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائلا إن عليه ان يختار بين السلام مع إسرائيل أو الحركة الإسلامية المعادية لإسرائيل. وضخم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من تحذير نتنياهو قائلا إن توقيع عباس على اتفاق مصالحة مع حماس يعادل "التوقيع على إنهاء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية." وأجرى ممثلون من منظمة التحرير الفلسطينية وحماس جلسة مصالحة يوم الثلاثاء في قطاع غزة هي الأولى منذ نشب صراع عام 2007 فقدت خلاله القوات الموالية لعباس السيطرة على القطاع لصالح حركة حماس التي تعارض السلام مع إسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني حضر اجتماع يوم الثلاثاء قال إن هناك "اتفاقا من حيث المبدأ" على تشكيل "حكومة خبراء" ربما في غضون خمسة أسابيع. ومن المقرر أن تعقد منظمة التحرير الفلسطينية وحماس مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق يوم الأربعاء. لكن آمال الفلسطينيين في المصالحة تلاشت من قبل إذ فشلت حماس وفتح منذ 2011 في تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بسبب نزاعات بخصوص تقاسم السلطة وإدارة الصراع مع إسرائيل. وتزامنت محاولة المصالحة مع اجتماعات بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح ومفاوضين إسرائيليين في محاولة لتمديد محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة إلى بعد مهلة 29 أبريل نيسان. وقالت مصادر إن الجانبين قالا إن خلافات قوية استمرت بعد اجتماعهما في القدس. وسأل نتنياهو خلال تصريحات للصحفيين في اجتماع مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس "هل يريد (عباس) السلام مع حماس أم السلام مع إسرائيل؟" وأضاف "لا يمكن أن يجتمع السلام مع حماس والسلام مع إسرائيل. أتمنى أن يختار السلام. وهو لم يفعل ذلك حتى الآن." وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس إن الوحدة الفلسطينية شأن داخلي. وأضاف "الرئيس يختار السلام ووحدة الشعب الفلسطيني لتعزيز السلام ولا تعارض على الاطلاق بين المصالحة والمفاوضات والمصالحة شأن داخلي فلسطيني." وقال ليبرمان في بيان اصدره متحدث باسمه إن عباس "لا يمكنه تحقيق السلام مع إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية التي تدعو إلى تدمير إسرائيل." ومن شأن التوصل إلى اتفاق تمهيد الطريق إلى إجراء انتخابات ووضع خطة وطنية تجاه إسرائيل. ولن يعيد مثل هذا الاتفاق لعباس قدرا من السيادة في قطاع غزة فحسب لكنه سيساعد أيضا حماس التي يطوقها الحصار الإسرائيلي والإجراءات الحدودية المشددة من جانب مصر لتصبح أقل عزلة. وفي المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة قال الجانبان إنهما على استعداد لتمديد المحادثات التي يرعاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ومع ذلك اتهم نتنياهو عباس يوم الأربعاء بتقديم مطالب غير مقبولة. وخلال اجتماع مع صحفيين إسرائيليين يوم الثلاثاء قال عباس إن إسرائيل لا بد أن تلتزم بتجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة وأن تركز على ترسيم حدود دولة فلسطينية مستقبلية. وقال نتنياهو "نحاول إعادة إطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين... في كل مرة نصل إلى هذه النقطة يضع (عباس) شروطا جديدة يعرف أن إسرائيل لا يمكن أن تقدمها." وقال عباس للصحفيين إنه سيتعين على إسرائيل تحمل عبء حكم الأراضي الفلسطينية إداريا وماليا إذا انهارت محادثات السلام بين الجانبين. وأحيا كيري محادثات السلام في يوليو تموز بعد توقف دام نحو ثلاثة أعوام وذلك بهدف إنهاء صراع مستمر منذ عقود وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وواجهت المفاوضات أزمة هذا الشهر حين رفضت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة والاخيرة من أسرى فلسطينيين كانت وعدت باطلاق سراحهم. واشترطت إسرائيل للمضي قدما في ذلك الحصول على ضمانات بأن القيادة الفلسطينية ستواصل المحادثات إلى ما بعد المهلة المحددة في 29 أبريل نيسان. ورد عباس على رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى بالتوقيع على وثائق للانضمام إلى 15 معاهدة دولية منها اتفاقيات جنيف التي تتناول حالات الحرب والاحتلال. وأدانت إسرائيل هذا التحرك واعتبرته خطوة أحادية الجانب نحو إقامة دولة.