هذا هو المنطق الذي تنتهجه وزارة الكهرباء ومؤسستها ومكتبها في إب تجاه أبناء عزلتي الصفة ورعاش. سياسة عقاب جماعي تفرضه الكهرباء تجاه أكثر من 15 ألف نسمة من أبناء تلك العزلتين تحت مبرر أن هناك عشرات الأشخاص لم يسددوا فواتير الكهرباء وعليهم متأخرات. والظاهر أن الكهرباء لم تدرك أن سياسة العقاب الجماعي سياسة رعناء لايقرها دين ولا عرف ولا قانون. سياسة قذرة يشرعنها قانون الغاب وتنفذها عصابة دأبت على أن تقتات من تلك المناطق المسالمة والتي تخضع دوماً لسلطة الدولة. لم تدرك بعد عصابة الكهرباء أن أبناء الصفة ورعاش ملتزمون دوما ويؤدون واجباتهم على أكمل وجه تجاه دولة حرمتهم كل حقوقهم. لم تدرك بعد أن أعلى مديونية في عزلتي الصفة ورعاش للكهرباء لا تساوي ثمن استهلاك الكهرباء في غرفة مسئول أو شيخ في صنعاء أو صعدة وعمران ولم تدرك أن محافظات بالكامل تصلها الكهرباء رغم أنف مسئولي الكهرباء ولا تدفع فلساً واحداً، وأن أكثر من 40 % من أمانة العاصمة والمحافظات مازالت تصلها الكهرباء بطريقة عشوائية مقابل 500 إلى 1000 تدفع شهرياً من كل منزل عشوائي لمفتش الكهرباء وموزع الفواتير ولا يصل منها لخزينة الدولة شيء. تتجاهل النافذين الذين تصلهم الكهرباء دون أن يدفعوا فلساً واحداً للدولة، بل إنهم يدوسون كرامة أي موظف للكهرباء يصل إليهم لمطالبتهم ولدينا الكثير من الشواهد من موظفي الكهرباء الذين ضربوا واختطفوا من قبل الكثير من النافذين لمجرد أنهم طالبوهم بدفع مستحقات الكهرباء. لم يتجرأ أحد من المسؤولين المطالبة بمديونية الكهرباء لدى النافذين والتي تصل إلى مئات المليارات؛ لأنها عاجزة عن الوصول إليهم رغم أنهم يسكنون بجوارها وفي أمانة العاصمة وعواصم المدن، فتركتهم وحالهم وذهبت لذلك المواطن المسكين في عزلتي الصفة ورعاش لتفرض قوتها وعجرفتها عليه ومديونيتهم بالكامل ومنذ أكثر من 12 سنة وحتى الآن لا تزيد عن مليون ريال. لأنهم من إب فإن الدولة ستأتي لهم وستعاقبهم جماعياً. لم يدرك هؤلاء أن أبناء الصفة ورعاش لم يفجروا برجاً كهربائياً في حياتهم ولم يقطعوا الكهرباء عن أحد ولم يخطفوا موظفاً أو يسرقوا سيارة، هم دائماً يبحثون عن الدولة وينفذون كل طلباتها، وان تأخر العشرات منهم عن التسديد هذه المرة يعود إلى الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد بأكملها ومتى ما تحسنت ظروفهم المادية سيبادرون طواعية ويسددون. ختاماً.. أحب أن أذكر هؤلاء أن المفترض عليهم أن يوجدوا الكهرباء أولاً وبعدها يطالبون بمستحقاتها، وأن يبدأوا بالبحث عن مديونيتها لدى الشيوخ والنافذين والمحافظات والمديريات التي لا تورد ريالاً واحدا للدولة.. عندها سندرك أنكم دولة. * المنتصف