قالت الأستاذه فائقة السيد- الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، أن الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في ال24 من أغسطس 1982م يأتي هذا العام في ظل ظرف استثنائي جداً. وأوضحت الأمين العام المساعد- في لقاء خاص لقناة "اليمن اليوم" بمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر، أنه ورغم كل ما نعيشه من ظرف مؤلم ومأساوي إلا أن ذلك لا يستطيع أن يسرق منا لحظات الفرح والبهجة والسرور التي نعيشها سواء بالانتصارات التي يحققها ابطال الجيش أو عندما تأتينا ذكرى كذكرى إعلان وتأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الزعيم علي عبدالله صالح في ظروف كانت ايضاً استثنائية تمر بها اليمن، وكل العالم. وأكدت الامين العام المساعد أن المؤتمر الشعبي العام وقائده الزعيم المؤسس على عبدالله صالح "وجهان لعملة واحدة" وهما صمام أمان الوطن، وقالت: "أن الزعيم بتأسيس المؤتمر الشعبي العام أوجد صناعة يمنية خالصة هي معادل لحالات التخندق الداخلي مع الخارج ايدلوجياً وسياسياً، فالمؤتمر الشعبي المؤتمر له خصوصيته، له طابعه المحلي، صناعة وطنية خالصة، وسطيته واعتداله ساعد على استيعاب التناقضات وتذويب الصراعات ولملة الصفوف واستيعاب الهاربين والشاردين من ويلات العمل السياسي المصحوب بنزاعات مسلحة كما حصل في العام 1986م. وعن اهمية الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في ظل العدوان الذي تتعرض له بلادنا، قالت الأستاذة فائقة السيد: نحن في المؤتمر الشعبي العام واليمنيون بشكل عام أذهلنا العالم بصمودنا وبقناعتنا أن لاشي أكبر من الوطن، سواء كنا هنا أو عندما ذهبنا إلى الخارج، وأتذكر عندما سافرنا لجنيف وكنا في أفضل بقاع العالم - وقلت في أحد التصريحات- أننا سنعود إلى ارض الوطن ولو سباحة. وأشارت فائقة السيد إلى أننا في اليمن نقبل التعايش لكننا لا تقبل البغي والتكبر، نحن شعب متعلم ولديه حضارة وتاريخ وبصمات على مدى التاريخ، وعندما نشعر بأن هناك طرف يريد أن يتطاول علينا نقاتله، وأضافت: نحن الآن في مرحلة دفاع عن النفس.. فالكثير من البيوت دمرت وهناك الكثير من الضحايا وكثير من النساء والأطفال فقدوا حياتهم وفقدوا أسرهم.. ومتطلبات الحياة مفقودة وهناك حصار مفروض وموانينا تقصف إمعاناً في إذلال هذا الشعب واماتته، لكن كل هذه المطبات الكبيرة والضخمة وكل هذا العدوان لن يحول دون أن نحتفل بمناسباتنا ولو بالحد الأدنى، وسنصنع ملحمة سيتداولها التاريخ حتى يرث الله الأرض ومن عليها . وانتقدت الأمين العام المساعد للمؤتمر موقف الدول التي شاركت في تحالف العدوان على اليمن، وقالت: الدول التي تألفت قلوبها على الشعب اليمني بعد فراق وخصام واختلاف على قضايا كثيرة من آبار البترول في الأراضي المحايدة إلى الأراضي المحتلة من قبل دول أخرى، ارتكبت غلطة تاريخية كبيرة. وخاطبت السيد تلك الدول: "لاتعادي إنسان تجبراً وشعوراً منك بأنه لايملك إمكانياتك، فهذا الأمر مرفوض للغاية. وإذا لم تكن لنا خيارات فنحن سنظل في أرضنا، ولتكن بيوتنا مقابراً لنا"، وأضافت: لديهم قضايا أهم كان بإمكانهم إنجازها لديهم أراضي محتلة.. والمقدسات الإسلامية في خطر.. الأقصى في خطر.. الشعب الفلسطيني في خطر، هنالك قضايا كثيرة نتفق عليها، لكن منسوب شعور وروح الانتماء المفتقد لدى هؤلاء متوفر لدى الشعب اليمني. وقالت: نحن الذين علمنا العرب كيف يدافعوا عن حقوقهم ونحن الذين ناصرنا أصحاب القضايا العادلة من أقصى الأرض إلى غربها وكنا السباقين إلى نشر الدعوة الإسلامية إلى كافة أصقاع الأرض. وأكدت الأمين العام للمؤتمر أن دول تحالف العدوان وضعت نفسها في محط سخرية.. ومحط كراهية.. ومحط نقد خارجي، ورغم مانعانيه في اليمن من حصار وتضييق اعلامي وحصار شامل لكن العالم والإعلام معنا وهناك من يبكي عندما يزور معارض عن الوضع الانساني في اليمن جراء العدوان في أوروبا. وعن أهداف العدوان الذي تقوده الدول المتحالفة على اليمن، قالت السيد: هنالك من يتدرب وهنالك من يجرب الأسلحة التي اشتراها بمليارات الدولارات وهنالك صفقات على الصواريخ التي استخدمت لضرب اليمن والموضوع كله عبث، وأضافت: الحقيقة الوحيدة ان هنالك شعب يعتدى عليه داخل ارضه وهذا الشهب سيستميت.. وهذا الشعب عنيد ولا يقبل أن يأتي احد ليدوس على كرامته وينتهك حرماته ويقترب من عرضه.. فهذا شعب جبار. وتطرقت الأمين العام المساعد للمؤتمر لكلمة الزعيم على عبدالله صالح الموجهة لقيادات وكوادر وانصار المؤتمر الشعبي العام في ذكرى تأسيسة، وقالت: ميزة خطابات رئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح أنها معايشه لا تأتي من برج عالي.. وتأتي من بين الناس.. من بين احتياجاتهم تجسيداً لنبضهم ومشاعرهم ومطالبهم. وأضافت: الزعيم علي عبدالله صالح توجه بخطاب للمصالحة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يريقون الدم اليمني بقلوب باردة وبدم بارد، كما وجه الدعوة لدول العدوان للكف عن عدوانهم. وتابعت: خطاب الزعيم صالح كان متوازناً ووضع كل الأمور في نصابها الصحيح والحقيقي، وجاء بيحمل رسائل للداخل والخارج، ورسالة هامة جداً إلى طرف في الداخل هم أهل الشرف والرجولة قبائل وأشراف وأبناء مأرب الأبطال وذلك لأهمية مأرب التي نعول عليها كثيراً، بأن لا تدعو أرضكم مسرحاً للعدوان على اليمن فهي البارود الذي سينحرق الجميع فيه، فهناك من انساق وراء المال والمال لا يساوي وطن ولا يمكن أن يكون بديلا عن الوطن. ووجهت السيد الدعوة للشروع في حوار "يمني- سعودي" على قاعدة ووقف العدوان ومصلحة الشعبين في الأمن والاستقرار، وقالت: "إلى هنا وكفى، يجب أن ينتفض وينبري صوت الحكمة في عقولهم، نحن جيران دائمين، والفارين حالة طارئة يمكن أن تنتهي في أي لحظة، وقالت: " بالمناسبة أنا لا اريد لنجران ان تتدمر ولا اريد للناس أن يتضرروا، وعليهم ان يبادلونا هذا الشعور الانساني". وعن مكنة الإعلام التضليلي المساند لتحالف العدوان على اليمن، أكدت فائقة السيد أن تلك الوسائل الاعلامية تغرد خارج السرب وتعاني من ارتباك شديد وهذا معروف في الحروب والصراعات بأن سطوة الإعلام هي من تحضر المسرح للجيوش وهذا ما حدث في العراق، مشيرة إلى أن الحالة اليمنية مختلفة فاليمن ليس فيها أقليات ولا طوائف، ويهود اليمن يرفعون علم اليمن وينددون بالعدوان داخل تل أبيب. وعن مستقبل العمل التنظيمي في المؤتمر الشعبي العام، أوضحت الأستاذه فائقة السيد أن المؤتمر كان بصدد اقامة المؤتمر العام الثامن، إلا أن تجميد الفار عبدربه منصور هادي لأموال المؤتمر، ثم مجيئه بالحرب والعدوان، عرقل هذه الجهود، مؤكدة أن المتعارف عليه في كل التجارب الديمقراطية والحزبية أنه ما بين المؤتمرين انعقاد اللجنة المركزية أو اللجنة الدائمة بأغلبية هي السلطة الفعلية.. وأن المؤتمر سينتظم لعقد مؤتمره العام الثامن متى ما زالت هذه الظروف.